responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 456

فما رأيت فيما رأيت أحسن سمتا منهم و لا أكثر شغلا منهم بالله ما رأيت مثلهم إلا سقيط الرفرف ابن ساقط العرش بقونية و كان فارسيا

(وصل)

و اعلم أن الفرق الذي بين مزاج العنصر الواحد و امتزاجه بعضه ببعضه أو امتزاجه بعنصر آخر كامتزاج الماء بالتراب فيحدث اسم الطين فما هو تراب و ما هو ماء و الامتزاج في العنصر الواحد كالنيل و الإسفيداج إذا مزجا بالسحق و اختلطت أجزاؤهما و امتزجت امتزاجا لا يمكن الفصل بينهما يحدث بينهما لون آخر ما هو لواحد منهما و يحدث لهذا الامتزاج حكم في آخر الأفعال الطبيعية و كالماء العذب و الماء الملح إذا امتزجا حدث بينهما طعم آخر ما هو ملح و لا عذب فهذا ما أعطاه الامتزاج في العنصر الواحد و كذلك الماء بما هو بارد إذا أعطت النار فيه التسخين بحيث أن لا تبقيه باردا و لا تبلغ به درجتها في السخانة فيكون فاترا حارا و لا باردا فهذا امتزاج لا يشبه امتزاج العنصر بعضه في بعضه و لا امتزاج العنصرين و أما المزاج فهو ما كان به وجود عين العنصر و هو المسمى بالطبع فيقال طبع الماء أو مزاج الماء أن يكون باردا رطبا و النار حارة يابسة و الهواء حارا رطبا و التراب باردا يابسا فما ظهرت أعيان هذه الأركان إلا بهذا المزاج الطبيعي فكل مزاج طبيعي و ليس الامتزاج كذلك فبالامتزاج الذي ذكرناه في عنصر الماء نعلم قطعا إن أجزاء الماء الملح مجاورة أجزاء الماء العذب و أجزاء النيل مجاورة أجزاء الإسفيداج مجاورة بالعقل لا يدركها الحس و لا يفصلها و لكن في الامتزاج يحدث للطبيعة حكم في هذه الصور الظاهرة من الامتزاج كتركيب الأدوية فكل عقار فيه له نفع على حدة ثم إذا مزج الكل كان بهذه المثابة و كان للطبيعة في المجموع حكم و لا بد فإذا جعل الكل في إناء واحد و صب على الجميع ماء واحد أعطى كل عقار في كل جوهر من ذلك الماء قوة فيكون في الجوهر الواحد من الماء قوة كل واحد من العقاقير ما لم تتضاد القوي فهذا و إن كان امتزاجا فما هو مثل ذلك الامتزاج و لا بلغ حكمه حكم المزاج فهذه حالة معقولة بين المزاج و بين الامتزاج لا يقال فيه مزاج و لا امتزاج و كذلك الأرض و إن كانت سبعة طباق فقد يعسر في الحس الفصل بينهن مع علمنا بأن كل واحدة منهن لا تكون بحيث الأخرى كما لا يكون الجوهر بحيث جوهر آخر و عرضه يكون بحيث موضوعة و حامله فهكذا يكون كون الأشياء و فسادها و ما يلحقها من التغيير انتهى الجزء الثالث و العشرون و مائة >(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)<

(وصل)

و أما ما يلحق الأجسام العنصرية من لواحق الطبيعة في الأجسام فكثير فمن ذلك حركة العنصر و سكونه هل هو مخالف لحركة الفلك و سكونه لو فرض سكونه أو هل سكونه كسكون السماء الذي لا يقول به إلا أهل هذا الشأن منا فأما حركة الفلك و هو من الأجسام الطبيعية فإنه يتحرك بمحرك ليس هو و هكذا كل متحرك في العالم و ساكن ما هو متحرك لذاته و لا ساكن لذاته بل بمحرك و مسكن و ذلك المحرك له لا بد أن يكون محركا له بذاته أو محركا له بما هو يريد تحريكه فأما من يرى أن محركه يحركه لذاته فهو القائل بخلق الحركة في الجسم و الحركة تعطي لذاتها فيمن قامت به التحرك فهي محركة المتحرك لذاتها و السكون مثل ذلك و إن كان المحرك بما هو يريد تحريكه فقد يحركه بواسطة و بغير واسطة أي بواسطة لا تتصف بأنها مريدة لتحريكه و لو كانت ذا إرادة كالمجبور فيمن كان ذا إرادة أو تحريك الغصن بتحريك الريح التي تحدثه حركة المروحة من حركة يد الذي يروحه بها و بغير واسطة كإنسان هز عصا في يده فاضطربت أو يكون المتحرك هو المتحرك بالإرادة في ذاته كتحرك الإنسان في الجهات التحرك الإرادي فالفلك عندنا متحرك تحرك الإنسان في الجهات لأنه يعقل و يكلف و يؤمر كما

قال عليه السلام في ناقته إنها مأمورة و

قال عليه السلام في الشمس إنها تستأذن في الطلوع و حينئذ تطلع فيؤذن لها فإذا جاء وقت طلوعها من مغربها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتصبح طالعة من مغربها فذلك حين لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا فالفلك متحرك بالإرادة ليعطي ما في سمائه من الأمر الإلهي الذي يحدث أشياء في الأركان و المولدات و بتلك الحركات الفلكية يظهر الزمان فالزمان لا يحكم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 456
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست