responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 316

حاله فهكذا صدقهم فهذا حصر الأمر فإن الإنسان لا يخلو أن يقام في قول أو فعل أو حال و ما ثم رابع و كذلك صاحب القيام في حال الوجد إذا قام بوجده ثم زال عنه جلس من حينه و لا يتواجد فإن تواجد و لم يقل للحاضرين إنه متواجد فهو صاحب مرض فهذا جماع هذه المسألة و تفاريع الأقوال و الأفعال و الأحوال كثيرة فليحذر من الكذب في ذلك و ليلزم الصدق و لا يظهر للناس إلا بما يظهر لله في الموطن الذي ينبغي فإن العلم بحكم اللّٰه في تفاصيل هذه الأمور شرط في أهل اللّٰه و لا بد من ذلك فما عبد اللّٰه من لم يعلم حكمه فإن اللّٰه ما اتخذ وليا جاهلا فهذا قد ذكرنا جماع أبواب المعرفة و فصولها التي إذا حصلها الإنسان سمي عارفا خاصة فإن زاد على هذا العلم بالله و ما يجب له و ما يجوز عليه و ما يستحيل و يفرق بين علمه بذاته و بين علمه بكونه إلها فهذا مقام العلماء بالله لا مقام العارفين فإن المعرفة محجة و طريق و العلم حجة و العلم نعت إلهي و المعرفة نعت كياني نفسي رباني و هذا الباب للمعرفة غير أن أصحابنا من أهل اللّٰه قد أطلقوا على العلماء بالله اسم العارفين و على العلم بالله من طريق الذوق معرفة و حدوا هذا المقام بنتائجه و لوازمه التي تظهر عن هذه الصفة في أهلها(سئل)الجنيد عن المعرفة و العارف فقال لون الماء لون إنائه أي هو متخلق بأخلاق اللّٰه حتى كأنه هو و ما هو هو و هو هو فالعارف عند الجماعة من أشعر الهيبة نفسه و السكينة و عدم العلاقة الصارفة عنه و أن يجعل أول المعرفة لله و آخرها ما لا يتناهى و لا يدخل قلبه حق و لا باطل و أن توجب له الغيبة عن نفسه لاستيلاء ذكر الحق فلا يشهد غير اللّٰه و لا يرجع إلى غيره فهو يعيش بربه لا بقلبه و أن تكون المعرفة إذا دخلت قلبه تفسد أحواله التي كان عليها بأن تقلبها إليه تعالى لا بأن تعدمها فإنها عندهم كما قال اللّٰه تعالى عن قول بلقيس إِنَّ الْمُلُوكَ إِذٰا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهٰا وَ جَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهٰا أَذِلَّةً وَ كَذٰلِكَ يَفْعَلُونَ و عندنا ليس كذلك بل يجعلوا أعزة أهلها بالله بعد ما كانت بغير اللّٰه و ذلتها لله لا لغير اللّٰه فلا حال عندهم للعارف لمحو رسومه و فناء هويته و غيبة أثره و أنه لا تصح المعرفة و في العبد استغناء بالله و إن العارف أخرس منقطع مقتطع منقمع عاجز عن الثناء على معروفه و أنه خائف متبرم بالبقاء في هذا الهيكل و إن كان منورا لما عرفه الشارع أن في الموت لقاء اللّٰه فتنغصت عليه الحياة الدنيا شوقا إلى ذلك اللقاء فهو صافي العيش كدر طيب الحياة في نفس الأمر لا في نفسه قد ذهب عنه كل مخلوق و هابه كل ناظر إذا رىء ذكر اللّٰه و أنه ذو أنس بالله و أن يكون مع اللّٰه بلا فصل و لا وصل حيي في قلبه تعظيم قلبه مرآة للحق حليم محتمل فارغ من الدنيا و الآخرة ذو دهش و حيرة يأخذ أعماله عن اللّٰه و يرجع فيها إلى اللّٰه بطنه جائع و بدنه عار لا يأسف على شيء إذ لا يرى غير اللّٰه طيار تبكي عينه و يضحك قلبه فهو كالأرض يطئوها البر و الفاجر و كالسحاب يظل كل شيء و كالمطر يسقى ما يحب و ما لا يحب لا تمييز عنده لا يقضي وطره من شيء بكاؤه على نفسه و ثناؤه على ربه يضيع ماله و يقف مع ما للحق لا يشتغل عنه طرفة عين عرف ربه بربه مهدي في أحواله لا يلحظه الأغيار و لا يتكلم بغير كلام اللّٰه مستوحش من الخلق ذو فقر و ذلة يورث غنى و عزة معرفته طلوع حق على الأسرار و مواصلة الأنوار حاله فوق ما يقول استوت عنده الحالات في الفتح فيفتح له على فراشه كما يفتح له في صلاته و إن اختلفت الواردات بحسب المواطن دائم الذكر ذو لوامع يسقط التمييز لا يكدره شيء و يصفو به كل شيء تضيء له أنواع العلم فيبصر بها عجائب الغيب مستهلك في بحار التحقيق صاحب أمواج تغط فترفع و تحط صاحب وقت و استيفاء حقوق المراسم الإلهية على التمام نعته في تحوله من صفة إلى صفة دائم لا يتعمل و لا يجتلب أحيد الوقت يسع الأشياء و لا تسعه يرجو و لا يرجى رحيم مؤنس مشاهد جلال الحق و جمال الحضرة امعة مع كل وارد يصادف الأمور من غير قصد له وجود في عين فقد ذو قهر في لطف و لطف في قهر حق بلا خلق مشاهد قيام اللّٰه على كل شيء فإن عنه به باق معه به غائب عن التكوين حاضر مع المكون صاح بغيره سكران بحبه جامع للتجلي لا يفوته ما مضى بما هو فيه ثابت المواصلة محكم للعبادة في العادة مع إزالة العلل طائع بذاته قابل أمر ربه منزه عن الشبيه تجري عليه منه أحكام الشرع في عين الحقيقة ذو روح و ريحان قلبه طريق مطرقة لكل سالك صاحب دليل و كشف و شهود يكرم الوارد و يتأدب مع الشاهد بريء من العلل صاحب إلقاء و تلق مضنون به مستور بولهه محبوس في الموقف ذاهب تحت القهر رجوعه سلوك و حجابه شهود سره لا يعلم به زره كلما ظهر له وجه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست