responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 293

فيه توحيد و أعمه المعلوم فنقول المعلومات تنقسم بوجه إلى ثلاثة أقسام إلى واجب و جائز و مستحيل ثم ما من شيء نذكره بعد هذا من موجود و معدوم و غير ذلك إلا و يقبل القسمة فأين التوحيد في كل مذكور أو معلوم فلم يبق إلا توحيد الكثرة في معلوم معين يسمى اللّٰه و هو الذي ينبغي أن يكون على كذا و كذا و تذكر ما لا تصح الألوهية إلا به و حينئذ يصح أن يكون اللّٰه و لا يشاركه في هذه الصفات بمجموعها واحد آخر فذلك يعني بقوله واحد بأحدية هذا المجموع مع أحدية العين وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

(الباب الرابع و السبعون و مائة في معرفة مقام السفر و أسراره)



إن السفور دليل الخوف و الحذر هذا هو العرف في الأعراض بالخبر
فإن رأيت فتاة الحي قد سفرت فكن فديتك من هذا على حذر
لذا نقول بأن الممكنات على أصولها ما لها عين من الصور
و لا تقل بحلول إنها عدم و قد يكون لها التكوين في السور

[في وصف أهل اللّٰه السائحون]

قال تعالى في وصف أهل اللّٰه اَلسّٰائِحُونَ و السياحة الجولان في الأرض على طريق الاعتبار و القربة إلى اللّٰه لما في الأنس بالخلق من الوحشة فاعلم أن أهل اللّٰه ما طلبوا السياحة في الأرض و لزوم الفقر و سواحل البحار إلا لما غلب عليهم من الأنس بالجنس الذين هم أشكاله من الأناسي و هو و إن كان ذلك الأنس في الظاهر فهو استيحاش في الباطن من حيث لا يشعر طالب السياحة و لا يعلم طالب السياحة أنه ما دعاه إلى ذلك إلا الوحشة إلا بعد وقوفه على ما تنتج له السياحة و ذلك أن اللّٰه خلق الإنسان الذي هو آدم و كل خليفة على صورته نفى عنه المماثلة فقال إنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ و سرت هذه الحقيقة في الإنسان فإذا جنح إلى اللّٰه و تاب استشرفت نفسه على هذه المرتبة أعني نفي المثلية فلما رأى أمثاله من الناس غار أن يكون له مثل كما غار الحق أن يكون ثم من ينسب إليه الألوهية غيره فاستوحش من المخلوقين و طلب الانفراد بذاته من أمثاله حتى لا يبقى له آنس إلا بذاته وحده و لا يرى له مثلا ففر بنفسه إلى الأماكن القاصية عن رؤية أمثاله فلازم الجبال و بطون الأودية و هذه الحالة هي السياحة فأسفرت له هذه السياحة عن مطلوبه فآنس بذاته فذلك تشبهه بمقام قوله لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لأنه لم يبق مدع كان يدعي الألوهية موجودا كذلك هذا ما بقي له في الفقر الذي هو فيه من يتسمى بإنسان الذي هو مثله غير الوحش فالوحش و غير الجنس له بمنزلة العالم من اللّٰه فلهذا طلب السفر أي المعنى الذي يظهر ما ذكرناه و لهذا المعنى أشار الشبلي حين بات عند بعض إخوانه فسامره الشبلي فقال له صاحبه يا شبلي قم نتعبد فقال له الشبلي العبادة لا تكون بالشركة و كذلك الربوبية لا تكون بالشركة فبقوة الصورة التي خلق الإنسان عليها طلب الفرار من الناس دون غيرهم من المخلوقين و لهذا ما ادعى أحد من الخلق الألوهية إلا هذا الجنس الإنساني فلم يرد السائح أن يرى مثله لهذا الذي ذكرناه هذا مقام هذا السفر

و أما السفر في المعقولات بالفكر

و في مراتب المعارف و العلوم فله باب آخر في هذا الكتاب يريد بعد هذا إن شاء اللّٰه في باب من أبواب الأحوال فهذه سياحة الخصوص من أهل اللّٰه

و أما سياحة العموم [من أهل اللّٰه]

منهم فسبب سياحتهم قوله تعالى يٰا عِبٰادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وٰاسِعَةٌ فَإِيّٰايَ فَاعْبُدُونِ فنظروا ما هي أرض اللّٰه فقالوا كل أرض موات لا يكون عليها ملك لغير اللّٰه فتلك أرضه الخاصة به المضافة إليه البريئة من الشركة فيها البعيدة من المعمور فإن الأرض الميتة القريبة من العمران يمكن أن يصل إليها بعض الناس فيحييها فيملكها بإحيائها و البعيدة من العمران سالمة من هذا التخيل فقالوا ما أمرنا اللّٰه بالعبادة فيها إلا و لها خصوص وصف و ليس فيها من خصوص الأوصاف إلا كونها ليس فيها نفس لغير اللّٰه ففيها نفس الرحمن فإذا عبد الإنسان ربه في مثل هذه الأرض وجد أنسا من تلك الوحشة التي كانت له في العمران و وجد لذة و طيبا في قلبه و انفراده و ذلك كله من أثر نفس الرحمن الذي نفس اللّٰه به عنه ما كان يجده من الغم و الضيق و الحرج في الأرض المشتركة فهذا الذي أدى العامة من أهل اللّٰه إلى السياحة ثم إنهم رأوا في هذه الأرض من الآيات و العجائب و الاعتبارات ما دعاهم إلى النظر فيما ينبغي لما لك هذه الأرض فأنار اللّٰه قلوبهم بأنوار العلوم و فتح لهم في النظر في الآيات و هي العلامات الدالة على عظمة من

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست