responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 274

للتابع حصل لصاحب النظر فما يزداد صاحب النظر إلا غما على غم و ما يصدق متى ينقضي سفره و يرجع إلى بدنه فإنهم في هذا السفر مثل النائم فيما يرى في نومه و هو يعرف أنه في النوم فلا يصدق متى يستيقظ ليستأنف العمل و يستريح من غمه و إنما يتقلق خوفا مما حصل له في سفره أن يقبض فيه فلا يصح له ترق بعد ذلك فهذا هو الذي يزعجه و التابع ليس كذلك فإنه يرى الترقي بصحبه حيث كان من ذلك الوجه الخاص الذي لا يعرفه إلا صاحب هذا الوجه فإذا أقاما في هذه السماء ما شاء اللّٰه و أخذا في الرحلة و ودع كل واحد منهما نزيله و ارتقيا في معراج الأرواح إلى السماء الثانية و في هذه السماء الأولى هو النائب السابع الإلهي الموكل بالنطفة الكائنة في الأرحام التي تظهر فيها هذه النشأة الإنسانية و هو يتوكل بها في الشهر السابع من سقوط النطفة و الطفل في هذا الشهر الجنين يزيد و ينمو في بطن أمه بزيادة القمر و يذبل و تقل حركته في بطن أمه في نقص القمر و ذلك هو العلامة فإن ولد في هذا الشهر لم يكن في القوة مثل الذي يولد في الشهر السادس فإذا فرعا السماء الثانية و فتحت لهما صعدا فنزل التابع عند عيسى ع و عنده يحيى ابن خالته و نزل صاحب النظر عند الكاتب فلما أنزله الكاتب عنده و أكرم مثواه اعتذر إليه و قال له لا تستبطئني فإني في خدمة عيسى و يحيى ع و قد نزل بهما صاحبك فلا بد لي من الوقوف عندهما حتى أرى ما يأمراني به في حق نزيلهما فإذا فرغت من شأنه رجعت إليك فيزيد صاحب النظر غما إلى غمه و ندامة حيث لم يسلك مسلك صاحبه و لا ذهب في مذهبه فأقام التابع عند ابني الخالة ما شاء اللّٰه فأوقفاه على صحة رسالة المعلم رسول اللّٰه ص بدلالة إعجاز القرآن فإنها حضرة الخطابة و الأوزان و حسن مواقع الكلام و امتزاج الأمور و ظهور المعنى الواحد في الصور الكثيرة و يحصل له الفرقان في مرتبة خرق العوائد

[علم السيمياء]

و من هذه الحضرة يعلم علم السيمياء الموقوفة على العمل بالحروف و الأسماء لا على البخورات و الدماء و غيرها و يعرف شرف الكلمات و جوامع الكلم و حقيقة كن و اختصاصها بكلمة الأمر لا بكلمة الماضي و لا المستقبل و لا الحال و ظهور الحرفين من هذه الكلمة مع كونها مركبة من ثلاثة و لما ذا حذفت الكلمة الثالثة المتوسطة البرزخية التي بين حرف الكاف و حرف النون و هي حرف الواو الروحانية التي تعطي ما للملك في نشأة المكون من الأثر مع ذهاب عينها و يعلم سر التكوين من هذه السماء و كون عيسى يحيي الموتى و انشاء صورة الطير و نفخه في صورته و تكوين الطائر طائرا هل هو بإذن اللّٰه أو تصوير عيسى خلق الطير و نفخه فيه هو بإذن اللّٰه و بأي فعل من الأفعال اللفظية يتعلق قوله بِإِذْنِي و بِإِذْنِ اللّٰهِ هل العامل فيه يكون أو تنفخ فعند أهل اللّٰه العامل فيه يكون و عند مثبتي الأسباب و أصحاب الأحوال العامل فيه تنفخ فيحصل لمن دخل هذه السماء و اجتمع بعيسى و يحيى علم ذلك و لا بد و لا يحصل ذلك لصاحب النظر و أعني حصول ذوق و عيسى روح اللّٰه و يحيى له الحياة فكما أن الروح و الحياة لا يفترقان كذلك هذان النبيان عيسى و يحيى لا يفترقان لما يحملانه من هذا السر

[أن لعيسى ع من علم الكيمياء الطريقين]

فإن لعيسى من علم الكيمياء الطريقين الإنشاء و هو خلقه الطير من الطين و النفخ فظهر عنه الصورة باليدين و الطيران بالنفخ الذي هو النفس فهذه طريقة الإنشاء في علم الكيمياء الذي قدمناه في أول الباب و الطريق الثانية إزالة العلل الطارئة و هو في عيسى إبراء الأكمه و الأبرص و هي العلل التي طرأت عليهما في الرحم الذي هو من وظيفة التكوين فمن هنا يحصل لهذا التابع علم المقدار و الميزان الطبيعي و الروحاني لجمع عيسى بين الأمرين و من هذه السماء يحصل لنفس هذا التابع الحياة العلمية التي يحيي بها القلوب كقوله أَ وَ مَنْ كٰانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنٰاهُ و هي حضرة جامعة فيها من كل شيء و فيها الملك الموكل بالنطفة في الشهر السادس و من هذه الحضرة يكون الإمداد للخطباء و الكتاب لا للشعراء و لما كان لمحمد ص جوامع الكلم خوطب من هذه الحضرة و قيل مٰا عَلَّمْنٰاهُ الشِّعْرَ لأنه أرسل مبينا مفصلا و الشعر من الشعور فمحله الإجمال لا التفصيل و هو خلاف البيان و من هنا تعلم تقليبات الأمور و من هنا توهب الأحوال لأصحابها و كلما ظهر في العالم العنصري من النيرنجيات الأسمائية فمن هذه السماء و أما القلقطيرات فمن غير هذه الحضرة و لكن إذا وجدت فارواحها من هذه السماء لا أعيان صورها الحاملة لأرواحها فإذا حصل علم هذه الكائنات و سرعة الأحياء فيها من شأنه أن لا يقبل ذلك إلا في الزمان الطويل فإن ذلك من علم عيسى لا من الأمر الموحى به في ذلك الفلك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست