responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 196



عينه في الجنس تبدو و هو الملك الجواد
فإنا أحسد مثلي و بهذا القوم سادوا
ما لنا مثل سوانا حسد الحق العباد
لو دري الناس الذي قلت لما كان العناد

[ما كان في الجبلة فمن المحال عدمه]

الحسد وصف جبلي في الإنس و الجان و كذلك الغضب و الغبط و الحرص و الشرة و الجبن و البخل و ما كان في الجبلة فمن المحال عدمه إلا أن تنعدم العين الموصوف بها و لما علم الحق أن إزالتها من هذين الصنفين من الخلق لا يصح زوالها عين لها مصارف يصرفها فيها فتكون محمودة إذا صرفت في الوجه الذي أمر الشارع أن تصرف فيه وجوبا أو ندبا و تكون مذمومة إذا صرفت في خلاف المشروع و إذا عرفت هذا فلا عناد و لا نزاع

قال ص زادك اللّٰه حرصا و لا تعد و

قال منهومان لا يشبعان طالب دنيا و طالب علم

[طلب الدنيا و طلب العلم]

فطلب الدنيا قد يكون مذموما و قد يكون محمودا و طلب العلم محمود بكل وجه غير إن المعلومات متفاضلة فبعضها أفضل من بعض و تختلف باختلاف القصد فإن طلب العلم بالمثال من جهة من قامت بهم لا من حيث أعيانها و طلب بعضها بطريق التجسس مذموم فما ثم على التحقيق ما هو مخلص لأحد الجانبين أين قوله وَ مِنْ شَرِّ حٰاسِدٍ إِذٰا حَسَدَ من

قوله لا حسد إلا في اثنتين و كذلك أين الغضب لله من غضب الإنسان لنفسه من غضبه حمية جاهلية

[ما جبلت عليه النفس لا يزول و إنما المجاهدة و الرياضة في مصارفها و مقاصدها]

فجميع ما جبلت النفس عليه لا يزول بالمجاهدة و لا بالرياضة و إنما تختلف مصارفها فيختلف اللسان عليها بالذم و الحمد فإن أخذ بها جهة اليمين فبخل بدينه و حرص على فعل الخير و غضب لله حمد و إن أخذ بها جهة الشمال فغضب حمية جاهلية و بخل بما فرض عليه الجود به كالزكاة و تعليم العلم ذم حقا و خلقا و علم هذا الباب فيه راحة عظيمة و منفعة للناس و هم عنها غافلون انتهى الجزء الثامن و التسعون >(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)<

(الباب الخامس عشر و مائة في معرفة الغيبة و محمودها و مذمومها)



إذا نزل الحق من عزه إلى منزل الجوع و المرحمة
فخذه على حد ما قاله فإن به تحصل المكرمة
و لا تلقينه على جاهل فتحصل في موقف المندمه
فغيبك الحق في ذكره بما لم يقل و هي المشأمة
و إن كان حقا و لكنه إذا قاله قائل قال مه

[الغيبة ذكر الغائب بما لو سمعه ساءه]

اعلم فهمك اللّٰه ما أسمعك أن الغيبة ذكر الغائب بما لو سمعه ساءه و هي حرام على المؤمنين فالحق لا يغتاب لأنه السميع البصير في نفس الأمر و عند العلماء به و قد أبان لعباده ما يكرهه منهم و ما يحمده فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ فلا يغتاب أيضا اسم فاعل و اسم مفعول

[المواطن المخصوصة التي تكون فيها الغيبة واجبة]

فالغيبة حرام على المكلفين فيما بينهم و يجتنبها أهل المروءات من غير المؤمنين نزاهة و شرف نفس لأن اجتنابها يدل على كرم الأصول إلا في مواطن مخصوصة فإنها واجبة و قربة إلى اللّٰه و أهل الورع من المؤمنين يعرضون بها و لا يصرحون فمن ذلك في طريق الجرح الذي يعرفه المحدثون في رواة الأحكام المشروعة روينا عن بعض العلماء بالله أنه كان يقول في ذلك لصاحبه تعال نغتب في اللّٰه و منها عند المشورة في النكاح فإنه مؤتمن و النصيحة واجبة و منها الغيبة المرسلة و هو أن يغتاب أهل زمانه من غير تعيين شخص بعينه و منها غيبة المشايخ المريدين في حال التربية إذا كان فيها صلاح المريد إذا وصل ذلك إليه و مع كون الغيبة محمودة في هذه المواطن فعدم التعيين فيها أولى من التعيين

فإن النبي ص يقول لا غيبة في فاسق نهيا لا نفيا على هذا أخذ أهل الورع هذا الخبر و طريق التعريض هين المأخذ و ما عدا أمثال هذه المواطن فهي مذمومة يجب اجتنابها

[العدم هو الشر و الشر عدم]

و من هذا الباب تجريح الشهود إذا عرف المشهود عليه أنهم شهدوا بالزور فوجب عليه نصرة الحق و أهله و خذلان الباطل و أهله و من هنا يتبين لك أن العدم هو الشر فإن شهداء

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست