responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 76

يجاوزه إلى غيره فإن انتقل إلى مقام المحققين فمعرفة المحقق فوق ذلك و ذلك أن الألف ليس ميلة من جهة فعل اللام فيه بهمته و إنما ميلة نزوله إلى اللام بالألطاف لتمكن عشق اللام فيه أ لا تراه قد لوى ساقه بقائمة الألف و انعطف عليه حذرا من الفوت فميل الألف إليه نزول كنزول الحق إلى السماء الدنيا و هم أهل الليل في الثلث الباقي و ميل اللام معلوم عندهما معلول مضطر لا اختلاف عندنا فيه إلا من جهة الباعث خاصة فالصوفي يجعل ميل اللام ميل الواجدين و المتواجدين لتحققه عندهم بمقام العشق و التعشق و حاله و ميل الألف ميل التواصل و الاتحاد و لهذا اشتبها في الشكل هكذا لآ فأيهما جعلت الألف أو اللام قبل ذلك الجعل و لذلك اختلف فيه أهل اللسان أين يجعلون حركة اللام أو الهمزة التي تكون على الألف فطائفة راعت اللفظ فقالت في الأسبق و الألف بعد و طائفة راعت الخط فبأي فخذ ابتدأ المخطط فهو اللام و الثاني هو الألف و هذا كله تعطيه حالة العشق و الصدق في العشق يورث التوجه في طلب المعشوق و صدق التوجه يورث الوصال من المعشوق إلى العاشق و المحقق يقول باعث الميل المعرفة عندهما و كل واحد على حسب حقيقته و أما نحن و من رقى معنا في معالي درج التحقيق الذي ما فوقه درج فلسنا نقول بقولهما و لكن لنا في المسألة تفصيل و ذلك أن تلحظ في أي حضرة اجتمعا فإن العشق حضرة جزئية من جملة الحضرات فقول الصوفي حق و المعرفة حضرة أيضا كذلك فقول المحقق حق و لكن كل واحد منهما قاصر عن التحقيق في هذه المسألة ناظر بعين واحدة و نحن نقول أول حضرة اجتمعا فيها حضرة الإيجاد و هي لا إلاه إل لا أل لاه فهذه حضرة الخلق و الخالق و ظهرت كلمة لا في النفي مرتين و في الإثبات مرتين فلا لا لا و إلاه للاه فميل الوجود المطلق الذي هو الألف في هذه الحضرة إلى الإيجاد و ميل الموجود المقيد الذي هو اللام إلى الإيجاد عند الإيجاد و لذلك خرج على الصورة فكل حقيقة منهما مطلقة في منزلتها فافهم إن كنت تفهم و إلا فالزم الخلوة و علق الهمة بالله الرحمن حتى تعلم فإذا تقيد بعد ما تعين وجوده و ظهر لعينه عينه فإنه

للحق حق و للإنسان إنسان عند الوجود و للقرآن قرآن
و للعيان عيان في الشهود كما عند المناجاة للآذان آذان
فانظر إلينا بعين الجمع تحظ بنا في الفرق فألزمه فالقرآن فرقان
فلا بد من صفة تقوم به و يكون بها يقابل مثلها أو ضدها من الحضرة الإلهية و إنما قلت الضد و لم نقتصر على المثل الذي هو الحق الصدق رغبة في إصلاح قلب الصوفي و الحاصل في أول درجات التحقيق فمشربهما هذا و لا يعرفان ما فوقه و لا ما نومئ إليه حتى يأخذ بأيديهما و يشهدهما ما أشهدناه و سأذكر طرفا من ذلك في الفصل الثالث من هذا الباب فاطلب عليه هناك إن شاء اللّٰه تعالى فاغطس في بحر القرآن العزيز إن كنت واسع النفس و إلا فاقتصر على مطالعة كتب المفسرين لظاهره و لا تغطس فتهلك فإن بحر القرآن عميق و لو لا الغاطس ما يقصد منه المواضع القريبة من الساحل ما خرج لكم أبدا فالأنبياء و الورثة الحفظة هم الذين يقصدون هذه المواضع رحمة بالعالم و أما الواقفون الذين وصلوا و مسكوا و لم يردوا لا انتفع بهم أحد و لا انتفعوا بأحد فقصدوا بل قصد بهم ثبج البحر فغطسوا إلى الأبد لا يخرجون يرحم اللّٰه العباد إني شيخ سهل بن عبد اللّٰه التستري حيث قال لسهل إلى الأبد حين قال له سهل أ يسجد القلب فقال الشيخ إلى الأبد بل صلى اللّٰه على رسول اللّٰه حين

قيل له صلى اللّٰه عليه و سلم في دخول العمرة في الحج أ لعامنا هذا أم للأبد فقال صلى اللّٰه عليه و سلم بل لا بد الأبد فهي روحانية باقية في دار الخلد يجدها أهل الجنان في كل سنة مقدرة فيقولون ما هذا فيجابون العمرة في الحج روح و نعيم و وارد نزيه شريف تشرق به أسارير الوجوه و تزيد به حسنا و جمالا فإذا غطست وفقك اللّٰه في بحر القرآن فاطلب و ابحث على صدفتي هاتين الياقوتين الألف و اللام و صدفتهما هي الكلمة أو الآية التي تحملهما فإن كانت كلمة فعلية على طبقاتها نسبتهما من ذلك المقام و إن كانت كلمة أسمائية على طبقاتها نسبتهما من ذلك المقام و إن كانت كلمة ذاتية نسبتها من ذلك كما أشار عليه السلام و إن لم تكن في الحرف أعوذ برضاك من سخطك برضاك ميل الألف من سخطك ميل اللام كلمة أسمائية و بمعافاتك ميل الألف من عقوبتك ميل اللام كلمة

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست