اعلم أيد اللّٰه المؤمن إن الميم من عالم الملك و الشهادة و القهر مخرجه مخرج الباء عدده أربعة و أربعون بسائطه الياء و الألف و الهمزة فلكه الأول سنيه ذكرت يتميز في الخاصة و الخلاصة و صفاء الخلاصة له الغاية مرتبته الثالثة ظهور سلطانه في الإنسان طبعه البرودة و اليبوسة عنصره التراب يوجد عنه ما يشاكل طبعه له الأعراف خالص كامل مقدس مفرد مؤنس له من الحروف الياء و من الأسماء كما تقدم
«و من ذلك حرف الواو»
واو إياك أقدس من وجودي و أنفس فهو روح مكمل و هو سر مسدس حيث ما لاح عينه قيل بيت مقدس بيته السدرة العلية فينا المؤسس الواو من عالم الملك و الشهادة و القهر مخرجه من الشفتين عدده ستة بسائطه الألف و الهمزة و اللام و الفاء فلكه الأول سنيه مذكورة يتميز في خاصة الخاصة و في الخلاصة له غاية الطريق مرتبته الرابعة سلطانه في الجن طبعه الحرارة و الرطوبة عنصره الهواء يوجد عنه ما يشاكل طبعه حركته ممتزجة له الأعراق خالص ناقص مقدس مفرد موحش له من الحروف الألف و من الأسماء كما تقدم فهذه حروف المعجم قد كملت بذكر ما حد لنا من الإشارات و التنبيهات لأهل الكشف و الخلوات و الاطلاع على أسرار الموجودات فإذا أردت أن يسهل عليك مأخذها في باب العبارة عنها فاعلم اشتراكها في أفلاك البسائط تعلم حقائق الأسماء الممدة لها فالألف قد تقدم الكلام فيها و كذلك الهمزة تدخل مع الألف و الواو و الياء المعتلتين فخرجتا أيضا عن حكم الحروف بهذا الوجه فالجيم و الزاي و اللام و الميم و النون بسائطها مختلفة و الدال و الذال متماثلة و الصاد و الضاد متماثلة و العين و الغين و السين و الشين متماثلة و الواو و الكاف و القاف متماثلة و الباء و الهاء و الحاء و الطاء و الياء و الفاء و الراء و التاء و الثاء و الخاء و الظاء متماثلة البسائط أيضا و كل متماثل البسائط متماثل الأسماء فاعلم و كنا ذكرنا أن نذكر لام ألف عقيب الحروف الذي هو نظير الجوزهر فنذكره في الرقم مفردا عن الحروف فإنه حرف زائد مركب من ألف و لام و من همزة و لام
«ذكر لام ألف و ألف اللام»
ألف اللام و لام الألف نهر طالوت فلا تغترف و اشرب النهر إلى آخره و عن النهمة لا تنحرف و لتقم ما دمت ريانا فإن ظمئت نفسك قم فانصرف و اعلم أن اللّٰه قد أرسله نهر بلوى لفؤاد المشرف فاصطبر بالله و احذره فقد يخذل العبد إذا لم يقف
«معرفة لام ألف لا»
تعانق الألف العلام و اللام مثل الحبيبين فالأعوام أحلام وَ الْتَفَّتِ السّٰاقُ بِالسّٰاقِ التي عظمت فجاءني منهما في اللف إعلام إن الفؤاد إذا معناه عانقه بدا له فيه إيجاد و إعدام اعلم أنه لما اصطحب الألف و اللام صحب كل واحد منهما ميل و هو الهوى و الغرض و الميل لا يكون إلا عن حركة عشقية فحركة اللام حركة ذاتية و حركة الألف حركة عرضية فظهر سلطان اللام على الألف لإحداث الحركة فيه فكانت اللام في هذا الباب أقوى من الألف لأنها أعشق فهمتها أكمل وجودا و أتم فعلا و الألف أقل عشقا فهمتها أقل تعلقا باللام فلم تستطع أن تقيم أودها فصاحب الهمة له الفعل بالضرورة عند المحققين هذا حظ الصوفي و مقامه و لا يقدر