responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 757

و إلا بقي معطل الحكم فلهذا كان سعيه هرولة و طلبه أشد لأنه لا يليق به النقص و العبد كله نقص و ضعف فليس له لضعفه شدة السرعة في السعي لأنه يفتقر إلى المعين بقوله وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ

[خلفاء الحق في العباد لهم الأمر و النهى]

و أما إذا خرج خرج من كدى بضم الكاف و القصر و هو ما اكتسبه في حضرة الحق من الرفعة و جار في كاف التكوين و هو المقول عندنا الفعل بالهمة فلهذا رفع الكاف قال الحق لأبي يزيد اخرج إلى خلقي بصفتي فمن رآك رآني و هو ظهور صفات الربوبية عليه أ لا ترى خلفاء الحق في العباد لهم الأمر و النهي و الحكم و التحكم و هذه صفات الإله و السوقة مأمورة بالسمع و الطاعة و أعطاه القصر في كدى ينبهه و إن كنت خرجت بصفتي فلا تحجبنك عن عبوديتك فالقصر و العجز لا يفارقك فإنك مهما فارقك ذلك قصمتك فخرج حين خرج من مكة حضرة اللّٰه لرعيته رفيعا بشرف الحضرة مشاهدا لعبوديته بالقصر فلهذا كان يدخل من كداء و يخرج من كدى و هذا القدر في الحج كاف فإن فروعه تطول لو تقصيناها ما و في بها العمر فما بقي الأفضل مكة و المدينة و الزيارة تكون بذلك خاتمة الباب

(الحديث الثاني أرض مكة خير أرض اللّٰه)

خرج النسائي عن عبد اللّٰه بن عدي بن الحمراء أنه سمع رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و هو واقف على راحلته بالحزورة من مكة يقول لمكة إنك و اللّٰه لخير أرض اللّٰه و أحب أرض اللّٰه إلى اللّٰه و لو لا أني أخرجت منك ما خرجت

[من صح له التقدم كان متبوعا]

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يؤم القوم أقرؤهم للقرآن فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما فإن كانوا في السلم سواء فأكبرهم سنا فمن اجتمع فيه مثل هذه الخصال صح له التقدم و من صح له التقدم كان متبوعا و كان أحق بالله من التابع

[البيت المكي أول بيت وضع للناس معبدا]

و البيت المكي أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّٰاسِ معبدا و الصلاة فيه أفضل من الصلاة فيما سواه فهو أقدمهم بالزمان و هو اعتبار السن فله تقدم السن و ما يتقدم بالسن إلا من حوى جميع الفضائل كلها فإنه جاء آخرا فلو اكتفينا بهذا لكان فيه غنى عن ذكر ما سواه و إن نظرنا إلى الهجرة فإنه بيت مقصود ينبغي الهجرة إليه و الحجر الأسود من جملة أحجاره و هو أقدم الأحجار هجرة من سائر الأحجار هاجر من الجنة إليه فشرفه اللّٰه باليمين و جعله للمبايعة و أما أكثرهم قرآنا فإنه أجمع للخيرات من سائر البيوت لما فيه من الآيات البينات من حجر و ملتزم و مستجار و مقام إبراهيم و زمزم إلى غير ذلك و أما علمه بالسنة فإن السنن فيه أكثر لكثرة مناسكه و احتوائه على أفعال و تروك لا تكون في غيره من العبادات و لا في بيت من البيوت فإنه محل الحج و أما السلم فإنه أقدم الحرم فهو سلم كله من دخله كان آمنا فصح له التقدم من كل وجه على كل بلد و كل بيت

(الحديث الثالث تحريم مكة)

خرج مسلم عن أبي هريرة أن خزاعة قتلوا رجلا من بنى ليث عام فتح مكة بقتيل منهم قتلوه فأخبر بذلك رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فركب راحلته فخطب فقال إن اللّٰه حبس عن مكة الفيل و سلط عليها رسوله و المؤمنين ألا و إنها لا تحل لأحد قبلي و لن تحل لأحد بعدي ألا و إنها أحلت لي ساعة من نهار ألا و إنها ساعتي هذه و هي حرام لا يخبط شوكها و لا يعضد شجرها و لا يلقط ساقطتها إلا لمنشد و من قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يعطي يعني الدية و إما أن يقاد أهل القتيل الحديث

[لا حمى و لا حرم أعظم من حرم اللّٰه و حماه]

فهذا هو حمى اللّٰه و حرمه و لا موجود أعظم من اللّٰه فلا حمى و لا حرم أعظم من حرم اللّٰه و لا حماه في الإمكان فإن مكة حرمها اللّٰه و لم يحرمها الناس كذا قال صلى اللّٰه عليه و سلم و

قال أيضا في حديث مسلم أن هذا البلد حرمه اللّٰه يَوْمَ خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ فهو حرام بحرمة اللّٰه إلى يوم القيامة الحديث و هو قوله تعالى إِنَّمٰا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهٰا

(الحديث الرابع في منع حمل السلاح بمكة)

خرج مسلم عن جابر بن عبد اللّٰه قال سمعت رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يقول لا يحل لأحد أن يحمل السلاح بمكة

[السلاح عدة للخائف أو لمتوقع الخوف]

لما كان السلاح عدة للخائف أو لمتوقع الخوف أو لآخذ بثار أو لمتعد يدفع بذلك عن نفسه إن نوزع في غرضه و اللّٰه تعالى قد جعله حَرَماً آمِناً فلم يكن لحمل السلاح فيه معنى

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 757
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست