responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 756

في عالم المفارقة و أنت من عالم حاله المفارقة لأنك آفاقي تعين عليك أن يكون آخر عهدك الطواف بالبيت

(فصل في كفارة التمتع)

قال تعالى فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ لا خلاف في وجوبها و اختلفوا في الواجب فجماعة العلماء على أن فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ شاة و قال ابن عمر إن اسم الهدى لا ينطلق الأعلى الإبل و البقر و إن معنى قوله تعالى فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ بقرة أدون من بقرة أو بدنة أدون من بدنة و الذي أقول به لو أهدى دجاجة أجزأه و أجمعوا على إن هذه الكفارة على الترتيب فلا يكون الصيام إلا بعد أن لا يجد هديا

[حد الزمان الذي ينتقل به الفرض من الهدى إلى الصيام]

و اختلف العلماء في حد الزمان الذي ينتقل بانقضائه فرضه من الهدى إلى الصيام فقائل إذا شرع في الصيام فقد انتقل واجبة إلى الصوم و إن وجد الهدى في أثناء الصوم و من قائل إن وجد الهدى في صوم الثلاثة الأيام لزمه و إن وجده في السبعة لم يلزمه و بالأول أقول و أما صيام الثلاثة الأيام في الحج فاختلفوا فيمن صامها في أيام عمل العمرة أو صامها في أيام منى فأجازها بعضهم في أيام منى و منعه آخرون و قالوا إذا فاتته الأيام الأول وجب الهدى في ذمته و منعه مالك قبل الشروع في عمل الحج و أجازه أبو حنيفة عندنا يصوم الثلاثة الأيام ما لم ينقض شهر ذي الحجة و أما السبعة الأيام فاتفقوا على أنه إن صامها في أهله أجزأه و اختلفوا إذا صامها في الطريق فقائل يجزيه و به أقول و قائل لا يجزيه

[الهدى أولى في المناسبة في كفارة المتمتع]

الهدى أولى في المناسبة في كفارة المتمتع فإنه بدل من تمتعه و بالهدي يتمتع من تصدق عليه منه و الصوم نقيض التمتع و أما مناسبة الصوم فيه فلأنه تمتع بالإحلال فجوزي بنقيض التمتع و هو الصوم فرجح الحق في هذه الكفارة التمتع بالهدي في حق من تصدق عليه به فإذا لم يجد حينئذ قوبل بنقيض التمتع و هو الصوم انتهى الجزء الثالث و السبعون >(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)<

(أحاديث مكة و المدينة شرفهما اللّٰه)

[أحاديث مكة]

(الحديث الأول في دخول مكة و الخروج منها على الاقتداء بالسنة)

خرج مسلم عن ابن عمر أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم كان إذا دخل مكة دخل من الثنية العليا و يخرج من الثنية السفلي الثنية العليا تسمى كداء بالمد و الفتح و الهمزة و الثنية السفلي تسمى كدى بالضم و القصر

[مكة أشرف بقاع الأرض]

لما كانت مكة أشرف بقاع الأرض و موطنا لظهور يمين الحق و حضرة المبايعة أشبهت كثيب المسك الأبيض في جنة عدن موطن الزور الأعظم و الرؤية العامة و الكثيب أشرف مكان في جنة عدن و عدن أشرف الجنان لأنها قصبة الجنة و القصبة حيث تكون دار الملك و هي دار تورث من قصدها الإمداد الإلهي و الفتح في العلم الإلهي الذي تعطيه المشاهدة

[المعنى الرمزى في كداء]

فلهذا شرع الدخول إلى مكة من كداء بفتح الكاف للفتح الإلهي في كاف التكوين من قوله كُنْ و المد للامداد الإلهي بالعطاء من العلم به الذي هو أشرف هبة يعطيها من قصده و المد في هذه الألفاظ زيادة و مكة موضع المزيد في كل خير لأنه فرع عن الأصل لأن الأصل في الكون الفقر و القصور و العجز و لهذا يجوز في ضرورة الشعر قصر الممدود لأنه رجوع إلى الأصل و لا يجوز له مد المقصور لأنه خروج عن الأصل فلا يخرج إلا بموجب و ما هو ثم

[الموجب للمد المزاد في الحرف من الكلمة]

فإن الموجب للمد المزاد في الحرف من الكلمة إنما هو الهمزة أولا كآمن و آخرا كجاء أو الحرف المشدد مثل الطامة و الصاخة و الدابة و التشديد هو تضعيف الحرف و التضعيف زيادة لأنه دخول حرف في حرف و هو الإدغام فهو ظهور عبد بصفة رب فكان له المزيد و أخذ المد إذ لم يكن له ذلك بالأصل و كذلك ظهور رب بصفة عبد في تنزل إلهي فهو من باب الإدغام تشريف للعبد من اللّٰه و كل لنفسه سعى

[سعى العبد و هرولة الرب]

فأما السعي في حق العبد فمعلوم محقق لافتقاره و أما الهرولة في السعي المنسوبة إلى اللّٰه فصفة تطلب الشدة في الطلب أكثر من طلب الساعي بغير صفة الهرولة فدل على إن الطلب هناك أشد لأجل تعطيل حكم ما تقتضيه الأسماء الإلهية و لهذا يقول في تجليه هل من نائب فأتوب عليه فهو سؤال من الاسم التواب هل من داع فأجيبه فهذا لسان الاسم المجيب هل من مستغفر فاغفر له هذا لسان الاسم الغفور لأنه إن لم يكن في الكون من يستدعي هذا الاسم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 756
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست