responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 747

فإن لكم الجزاءين جزاء الشاكر و جزاء الصابر فهذا معنى تغيير النبي صلى اللّٰه عليه و سلم ثوبيه بالتنعيم و هو محرم فإن شاء قال الحمد لله المنعم المفضل و إن شاء قال الحمد لله على كل حال لوجود الحالين عنده فاعلم ذلك أ لا ترى تلبيته صلى اللّٰه عليه و سلم لبيك إن الحمد فعم الحالتين ثم قال و النعمة لك و ما قال و البلاء منك مع ظاهر الحال من المشقة و التحجير و أعظمها امتناعه مما حبب إليه و هو التمتع بالنساء

(حديث ثان و عشرون لا حج لمن لم يتكلم)

ذكر ابن الأعرابي عن زينب بنت جابر الأحمسية أن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم قال لها في امرأة حجت معها مصمتة قولي لها تتكلم فإنه لا حج لمن لم يتكلم يروي هذا الحديث متصلا إلى زينب ذكره ابن حزم في كتاب المحلى

[العبادة المشروعة يجب الكلام فيها بذكر]

قال تعالى إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ و هو كلام و هو صفة إلهية و أنت في عبادة مشروعة فينبغي بل يجب الكلام فيها بذكر ورد الحديث أن المناسك في الحج إنما وضعت لإقامة ذكر اللّٰه و عن الكلام صدرنا و هو قوله كن فكنا فالصمت حالة عدمية و الكلام حالة وجودية فالكلام له الأثر و به سمي كلاما لأنه من الكلم و هو الجرح و الجرح أثر في البدن و الإنسان موجود فلا ينبغي أن يتصف إلا بصفة وجودية و هو الكلام لا بوصف عدمي و هو الصمت فإن حقيقة الإنسان النطق فإذا صمت كذب على نفسه بالحال على إن اللّٰه قد جعل للصمت موطنا و هو صمت إضافي و هو ترك الكلام فيما لا يعني أو فيما يكون عليك لا لك

(حديث ثالث و عشرون في رفع الصوت بالتلبية و هو الإهلال في الحج)

ذكر النسائي عن السائب بن خلاد عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم قال جاءني جبريل عليه السلام فقال يا محمد مر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية

[يباهي اللّٰه بالحاج ملائكته]

قد ثبت بالدليل العقلي و السمعي أَنَّ اللّٰهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ و إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ و قد جاء الشرع بذلك فاستوى المؤمن و العالم فلم يبق لرفع الصوت بالتلبية لجناب الحق مدخل غير أنه تعالى أخبر أنه يباهي بالحاج ملائكته فإذا رفعوا أصواتهم و ضجوا بالتلبية شعثا غبرا مهطعين إلى اللّٰه تعالى فإنه الداعي لهم كان أعظم عند الملائكة في المباهاة المرادة للحق في ذلك

[يا إبراهيم عليك بالنداء و على البلاغ]

ثم إنه من الأرواح المفارقة لحالة الدنيا بالموت ممن دعانا إلى الحق بعمل الحج كما

روى عن إبراهيم الخليل عليه السلام أنه لما بنى البيت أمره ربه تعالى أن يصعد عليه و أن يؤذن في الناس بالحج فقال يا رب و ما عسى يبلغ صوتي فأوحى إليه عليك بالنداء و على البلاغ فنادى إبراهيم عليه السلام يا أيها الناس إن لله بيتا فحجوه قال فاسمع اللّٰه ذلك النداء عباده فمنهم من أجاب و منهم من لم يجب و كانت إجابتهم مثل قولهم بَلىٰ حين أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ فأجابوه إجابة يسمعها من كان الحق سمعه منهم من سارع إلى إجابة الحق و هم الذين يُسٰارِعُونَ فِي الْخَيْرٰاتِ و القائلين بأن الحج على الفور للمستطيع و منهم من تلكأ في الإجابة فلم يسرع إلا بعد حين منهم الذين يقولون الحج مع الاستطاعة على التراخي فمن هناك قضوا في هذا الوقت بما قضوا به من ذلك و هم لا يشعرون لأن اللّٰه تعالى ما أطلعهم على هذا المشهد لما أخرجهم إلى الحياة الدنيا ف‌ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غٰافِلُونَ

[التأذين بالحج و النداء للصلوات الخمس]

ثم إن الذين أجابوه منهم من كرر الإجابة و منهم من لم يكرر فمن لم يكرر لم يحج إلا واحدة و من كرر حج على قدر ما كرر و له أجر فريضة في كل حجة و قد نبه الشارع على ذلك بتكرار التلبية في الحج فقال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك لبيك إله الحق فأتى بخمس للتأذين بالحج تشبيها بالنداء للصلوات الخمس فيجيب لكل أذان لأنه كانت قرة عينه في الصلاة و مما يؤيد ما ذهبنا إليه إن الإهلال بالحج ما شرع إلا أثر صلاة لا بد منها

[ثرى من أهل مصر ما حدث نفسه بالحج قط]

و لقد رأيت رجلا بمكة من أهلها يزيد على الثلاثين سنة عمره ما حج قط و لا اعتمر و لا طاف بالبيت فكانت أول عمرة اعتمرها معي و كنت أعلمته كيف يصنع فيها و أخبرت عن رجل بجدة على ليلة من مكة يكون عمره بضعا و ثمانين سنة ما حج قط و أخبرت عن رجل من أهل مصر من أهل الثروة ما حدث نفسه بالحج قط فقبض عليه عن أمر صاحب مكة لنازلة وقعت تخيل فيه أنه صاحب النازلة فجاءوا به إلى صاحب مكة و هو مقيد بالحديد ليقتله فوافق يوم الوقوف بعرفة فلما أبصره الواشي قال أيها الأمير ما هو هذا فخلى سبيله و اعتذر إليه فاغتسل و أهل بالحج فهكذا هي العناية

[من لم يجب النداء الابراهيمى]

و أما من لم يجب

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 747
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست