responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 701

يخيل لي قد ارتفعت عن الأرض بقواعدها مشمرة الأذيال كما يتشمر الإنسان إذا أراد أن يثب من مكانه يجمع عليه ثيابه هكذا خيلت لي قد جمعت ستورها عليها لتثب علي و هي في صورة جارية لم أر صورة أحسن منها و لا يتخيل أحسن منها فارتجلت أبياتا في الحال أخاطبها بها و أستنزلها عن ذلك الحرج الذي عاينته منها فما زلت أثنى عليها في تلك الأبيات و هي تتسع و تنزل بقواعدها على مكانها و تظهر السرور بما أسمعها إلى أن عادت إلى حالها كما كانت و أمنتني و أشارت إلي بالطواف

[أمانة ابن عربى التي أودعها عند الكعبة]

فرميت بنفسي على المستجار و ما في مفصل إلا و هو يضطرب من قوة الحال إلى أن سرى عني و صالحتها و أودعتها شهادة التوحيد عند تقبيل الحجر فخرجت الشهادة عند تلفظي بها و أنا أنظر إليها بعيني في صورة سلك و انفتح في الحجر الأسود مثل الطاق حتى نظرت إلى قعر طول الحجر فرأيته نحو ذراع فسألت عنه بعد ذلك من رآه من المجاورين حين احترق البيت فعمل بالفضة و أصلح شأنه فقال لي رأيته كما ذكرت في طول الذراع و رأيت الشهادة قد صارت مثل الكبة و استقرت في قعر الحجر و انطبق الحجر عليها و انسد ذلك الطاق و أنا أنظر إليه فقالت لي هذه أمانة عندي أرفعها لك إلى يوم القيامة أشهد لك بها عند اللّٰه هذا قول الحجر لي و أنا أسمع فشكرت اللّٰه ثم شكرتها على ذلك و من ذلك الوقت وقع الصلح بيني و بينها و خاطبتها بتلك الرسائل السبعة فزادت بي فرحا و ابتهاجا حتى جاءتني منها بشرى على لسان رجل صالح من أهل الكشف ما عنده خبر بما كان بيني و بينها مما ذكرته فقال لي رأيت البارحة فيما يرى النائم هذه الكعبة و هي تقول لي يا عبد الواحد سبحان اللّٰه ما في هذا الحرم من يطوف بي إلا فلان و سمتك لي باسمك ما أدري أين مضى الناس ثم أقمت لي في النوم و أنت طائف بها وحدك لم أرى معك في الطواف أحدا قال الرائي فقالت لي انظر إليه هل ترى بي طائفا آخر لا و اللّٰه و لا أراه أنا فشكرت اللّٰه على هذه البشرى من مثل ذلك الرجل و تذكرت قول رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في الرؤيا الصالحة يراها الرجل المسلم أو ترى له

[الأبيات التي استنزل بها ابن عربى الكعبة]

و أما الأبيات التي استنزلت بها الكعبة فهي هذه

بالمستجار استجار قلبي لما أتاه سهم الأعادي
يا رحمة اللّٰه للعباد أودعك اللّٰه في الجماد
يا بيت ربي يا نور قلبي يا قرة العين يا فؤادي
يا سر قلب الوجود حقا يا حرمتي يا صفا ودادي
يا قبلة أقبلت إليها من كل ربع و كل وادي
و من بقاء فمن سماء و من فناء فمن مهاد
يا كعبة اللّٰه يا حياتي يا منهج السعد يا رشادي
أودعك اللّٰه كل أمن من فزع الهول في المعاد
فيك المقام الكريم يزهو فيك السعادات للعباد
فيك اليمين التي كستها خطيئتي جدة السواد
ملتزم فيك من يلازم هواه يسعد يوم التناد
ماتت نفوس شوقا إليها من ألم الشوق و البعاد
من حزن ما نالها عليهم قد لبست حلة الحداد
لله نور على ذراها من نوره للفؤاد بادي
و ما يراه سوى حزين قد كحل العين بالسهاد
يطوف سبعا في أثر سبع من أول الليل للمنادي
بعبرة ما لها انقطاع رهين وجد حلف اجتهاد
سمعته قال مستغيثا من جانب الحجر آه فؤادي
قد انقضى ليلنا حثيثا و ما انقضى في الهوى مرادي

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 701
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست