responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 678

ويحك إنه قد قيل إن من صافح الحجر فقد صافح الحق سبحانه و تعالى و من صافح الحق سبحانه و تعالى فهو في محل إلا من أظهر عليك أثر إلا من قلت لا قال ما صافحت ثم قال لي وقفت الوقفة بين يدي اللّٰه تعالى خلف المقام و صليت ركعتين قلت نعم قال وقفت على مكانتك من ربك فأريت قصدك قلت لا قال فما صليت ثم قال لي خرجت إلى الصفا فوقفت بها قلت نعم قال أيش عملت قلت كبرت سبعا و ذكرت الحج و سألت اللّٰه القبول فقال لي كبرت بتكبير الملائكة و وجدت حقيقة تكبيرك في ذلك المكان قلت لا قال ما كبرت ثم قال لي نزلت من الصفا قلت نعم قال زالت كل علة عنك حتى صفيت قلت لا فقال ما صعدت و لا نزلت ثم قال لي هرولت قلت نعم قال ففررت إليه و برئت من فرارك و وصلت إلى وجودك قلت لا قال ما هرولت ثم قال لي وصلت إلى المروة قلت نعم قال رأيت السكينة على المروة فأخذتها أو نزلت عليك قلت لا قال ما وصلت إلى المروة ثم قال لي خرجت إلى منى قلت نعم قال تمنيت على اللّٰه غير الحال التي عصيته فيها قلت لا قال ما خرجت إلى منى ثم قال لي دخلت مسجد الخيف قلت نعم قال خفت اللّٰه في دخولك و خروجك و وجدت من الخوف ما لا تجده إلا فيه قلت لا قال ما دخلت مسجد الخيف ثم قال لي مضيت إلى عرفات قلت نعم قال وقفت بها قلت نعم قال عرفت الحال التي خلقت من أجلها و الحال التي تريدها و الحال التي تصير إليها و عرفت المعرف لك هذه الأحوال و رأيت المكان الذي إليه الإشارات فإنه هو الذي نفس الأنفاس في كل حال قلت لا قال ما وقفت بعرفات ثم قال لي نفرت إلى المزدلفة قلت نعم قال رأيت المشعر الحرام قلت نعم قال ذكرت اللّٰه ذكرا أنساك ذكر ما سواه فاشتغلت به قلت لا قال ما وقفت بالمزدلفة ثم قال لي دخلت منى قلت نعم قال ذبحت قلت نعم قال نفسك قلت لا قال ما ذبحت ثم قال لي رميت قلت نعم قال رميت جهلك عنك بزيادة علم ظهر عليك قلت لا قال ما رميت ثم قال لي حلقت قلت نعم قال نقصت آمالك عنك قلت لا قال ما حلقت ثم قال لي زرت قلت نعم قال كوشفت بشيء من الحقائق أو رأيت زيادات الكرامات عليك للزيارة

فإن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم قال الحجاج و العمار زوار اللّٰه و حق على المزور أن يكرم زواره قلت لا قال ما زرت ثم قال لي أ حللت قلت نعم قال عزمت على أكل الحلال قلت لا قال ما أحللت ثم قال لي ودعت قلت نعم قال خرجت من نفسك و روحك بالكلية قلت لا قال ما ودعت و عليك العود و انظر كيف تحج بعد هذا فقد عرفتك و إذا حججت فاجتهد أن تكون كما وصفت لك

[أهل اللّٰه ما منهم إلا من له مقام معلوم]

فاعلم أيدك اللّٰه أني ما سقت هذه الحكاية إلا تنبيها و تذكرة و أعلاما أن طريق أهل اللّٰه على هذا مضى حالهم فيه و الشبلي هكذا كان إدراكه في حجه فإنه ما سأل إلا عن ذوقه هل أدركه غيره أم لا و غيره قد يدرك هذا و قد يدرك ما هو أعلى منه و أدون منه فما منهم إلا من له مقام معلوم فما اخترعت في اعتباراتي في هذه العبادات طريقة لم أسبق إليها إلا أن الأذواق تتفاوت بحسب ما تكون عناية اللّٰه بالعبد في ذلك

[ما يمنع المحرم أن يلبسه]

ثم نرجع و نقول على نحو ما تقدم في الفصول و لنبتدئ أولا فيما يمنع المحرم أن يلبسه و هو القميص و العمامة و البرنس و الخلف إلا أن لا يجد النعل و السراويل إلا أن لا يجد الإزار و لا ثوبا مسه زعفران و لا ورس و فيما ذكرناه متفق عليه و مختلف فيه و في التفصيل تفسير إن شاء اللّٰه و حال الرجل في هذا يخالف حال المرأة فإن المرأة تلبس المخيط و الخفاف و الخمر و ما للمرأة إحرام إلا في وجهها و كفيها

[أفعال الحج أكثرها تعبدات لا تعلل]

و سبب هذا كله في هذه العبادة أنهم و قد اللّٰه دعاهم الحق إلى بيته و ما دعاهم إليه سبحانه بمفارقة الأهل و الوطن و العيش الترف و حلاهم بحلية الشعث و الغبرة إلا ابتلاء ليريهم من وقف مع عبوديته ممن لم يقف و لهذا أفعال الحج أكثرها تعبدات لا تعلل و لا يعرف لها معنى من طريق النظر لكن تنال ربما من طريق الكشف و الإخبار الإلهي الوارد على قلوب الواردين العارفين من الوجه الخاص الذي لكل موجود من ربه فزينة الحاج تخالف زينة جميع العبادات فإنهم وفد اللّٰه الحاج منهم و المعتمر و أعني من انفرد بالحج و من انفرد بالعمرة فهما وفدان فالقارن بينهما له خصوص وصف لأنه جامع لمرتبة الوفدين لأن وفود اللّٰه ثلاثة على ما

ذكره النسائي عن أبي هريرة قال قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم وفد اللّٰه ثلاثة الغازي و الحج و المعتمر انتهى الجزء الثاني و الستون

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 678
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست