responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 599

حيا عالما مريدا قادرا لا غير و كل اسم له حكم في العالم فداخل تحت حيطة هذه الأربعة الأسماء الأمهات

[اعتبار من راعى النصاب دون الحول في زكاة المعدن]

فمن راعى النصاب دون الحول اعتبر هذا فإنه فوق الزمان فإذا تكون عن الإنسان ما يتكون عن الطبيعة فقد بلغ النصاب فوجبت الزكاة و هي إلحاق ذلك بالأربع الصفات الثابتة في العلم الإلهي الذي لا يصح التكوين إلا بها و الطبيعة آلة لا إله

[اعتبار من راعى الحول مع النصاب في زكاة المعدن]

و من اعتبر الحول مع النصاب فإنه إذا تكون عن الإنسان ما يتكون عن العناصر لا عن الطبيعة و العناصر لا يتكون عنها شيء إلا بمرور الأزمان عليها و هي حركات الأفلاك التي فوقها فزكاتها مقيدة بالزمان و هي إعطاء حق اللّٰه تعالى من ذلك التكوين بإضافته إلى الوجه الخاص الإلهي الذي له في كل ممكن من غير نظر إلى سببه و هذا هو عالم الخلق و الأمر و الأول هو عالم الأمر خاصة فاعلم ذلك

(وصل في فصل حول ربح المال)

فطائفة رأت أن حوله يعتبر فيه من يوم استفيد سواء كان الأصل نصابا أو لم يكن و به أقول و طائفة قالت حول الربح هو حول الأصل أي إذا كمل الأصل حولا زكى الربح معه سواء كان الأصل نصابا أو أقل من نصاب إذا بلغ الأصل مع ربحه نصابا و انفرد بهذا مالك و أصحابه و فرقت طائفة بين أن يكون رأس المال الحائل عليه الحول نصابا أو لا يكون فقالوا إن كان نصابا زكى ربحه مع رأس المال و إن لم يكن نصابا لم يزك

(وصل الاعتبار في هذا)

الأعمال هي المال و ربحها ما يكون عنها من الصور كالمصلي أو الذاكر يخلق له من ذكره و صلاته ملك يستغفر له إلى يوم القيامة فالصور التي تلبس الأعمال هي أرباحها كمانع الزكاة يأتيه ماله الذي هو قدر الزكاة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوق به و يقال له هذا كنزك

[عمل القلوب و عمل الأجسام]

و الأعمال على قسمين عمل روحاني و هو عمل القلوب و عمل طبيعي و هو عمل الأجسام و هي الأعمال المحسوسة فما كان من عمل محسوس اعتبر فيه الحول و ما كان من عمل معنوي لم يعتبر فيه الحول لأنه خارج عن حكم الزمان و لا بد من اعتبار النصاب في المعنى و الحس و قد تقدم اعتبار النصاب و هو المقدار قبل هذا من هذا الباب و صورة الزكاة في ذلك الربح هو ما يعود منه على العامل من الخير من كونه موصوفا بصفات الدين لإعطائهم الزكاة من فقير و مسكين و غير ذلك و هو

قول النبي صلى اللّٰه عليه و سلم فيما يخلق من الأعمال من صور الأملاك أنه يستغفر له ذلك الملك إلى يوم القيامة

[رؤيا ابن عربى للنبي و هو بمكة]

و لقد رأيت رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و أنا بمكة في المنام و هو يقول و يشير إلى الكعبة يا ساكني هذا البيت لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت في أي وقت كان من ليل أو نهار أن يصلي في أي وقت شاء من ليل أو نهار فإن اللّٰه يخلق له من صلاته ملكا يستغفر له إلى يوم القيامة و مصداق بعض هذا الخبر

ما روى عن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أنه قال يا بنى عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت و صلى في أي وقت شاء من ليل أو نهار خرجه النسائي في سننه و اللّٰه أعلم

(وصل في فصل حول الفوائد)

و هو ما يستفاد من المال من غير ربحه فقال بعض العلماء إن العلماء أجمعوا على إن المال إذا كان أقل من نصاب و استفيد إليه مال آخر من غير ربحه فكمل من مجموعهما نصاب إنه يستقبل به الحول من يوم كمل و اختلفوا إذا استفاد مالا و عنده نصاب مال آخر قد حال عليه الحول فقال بعضهم يزكى المستفاد إن كان نصابا لحوله و لا يضم إلى المال الذي وجبت فيه الزكاة و به أقول و قال بعضهم الفوائد كلها تزكي لحول الأصل إذا كان الأصل نصابا و كذلك الربح عندهم

(وصل اعتبار هذا الفصل)

من سن سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها فقد استفاد من عمل غيره ما لم يكن من عمله فيكون ربحه و إنما هو عمل و الحكم في ذلك في الاعتبار على ما هو في الحكم الظاهر كما فصلناه في المذاهب على اختلافها فيما اختلفوا فيه و إجماعها فيما أجمعوا عليه كما تقدم في الفصول قبله من الاعتبار في ذلك سواء

(وصل في فصل اعتبار حول نسل الغنم)

من العلماء من قال حول النسل هو حول الأمهات كانت الأمهات نصابا أو لم تكن و من قائل لا يكون حول النسل حول الأمهات إلا أن تكون الأمهات نصابا

(وصل الاعتبار في ذلك)

أَلْحَقْنٰا بِهِمْ(ذُرِّيَّتَهُمْ) ذرياتهم وَ مٰا أَلَتْنٰاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ و هذا في الذين آمنوا و اتبعتهم ذرياتهم بإيمان فهذه الذرية بمنزلة نوافل الخيرات و الأمهات مثل فرائض

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 599
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست