responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 555

عمل له هنا في الدنيا

(وصل من اعتبار هذا الباب)

و من اعتبار الشخص يتمنى أن لو كان له مال لعمل به برا فيكتب اللّٰه له أجر من عمل فإن نيته خير من عمله و يكتب له على أوفى حظ و هو في ذمة الغير ليس بيده منه شيء فإذا حصل له ما تمناه من المال أو مما تمناه مما يتمكن له به الوصول إلى عمل ذلك البر وجب عليه أن يعمل ذلك البر الذي نواه فإن لم يفعل لم يكتب له أجر ما نواه فلو مات قبل اكتساب ما تمنى كتب له أجر ما نواه قال تعالى أَنَّمٰا أَمْوٰالُكُمْ وَ أَوْلاٰدُكُمْ فِتْنَةٌ أي هما اختبار لإقامة الحجة في صدق الدعوى أو كذبها

(وصل)و من هذا الباب اختلافهم في زكاة الثمار

المحبسة الأصول فمن قائل فيها الزكاة و من قائل لا زكاة فيها و فرق قوم بين أن تكون محبسة على المساكين فلا يكون فيها زكاة و بين أن تقوم على قوم بأعيانهم فتجب فيها الزكاة و بوجوب الزكاة أقول كانت على من كانت بتعيين أو بغير تعين فإن كانت بتعيين قوم وجب عليهم إخراج الزكاة و إن كانت بغير تعيين وجب على السلطان أخذ الزكاة منها بحكم الوكالة

اعتبار الباطن في ذلك

الثمر هو عمل الإنسان المكلف و العمل قد يكون مخلصا لله كالصلاة و الصيام و أمثالهما و قد يكون فيه حق للغير كالزكاة إلا أنه مشروع مثل أن يعمل الإنسان عملا فيقول هذا لله و لوجوهكم فهو لوجوهكم أو مالي إلا اللّٰه و أنت

قال النبي صلى اللّٰه عليه و سلم من قال هذا اللّٰه و لوجوهكم ليس لله منه شيء ثم شرع لمن هذا قوله أن يقول هذا لله ثم لفلان و لا يدخل واو التشريك فهذا العمل فيه لله و هو نظير الزكاة في المال المحبس الأصل و فيه للخلق و هو قوله ثم لفلان بحرف ثم لا بحرف الواو و هو ما يبقى بيد الموقوف عليه من هذا الثمر الزائد على الزكاة

[الزكاة حق اللّٰه و حق الفقير]

فهذا اعتبار من يرى فيه الزكاة و من يرى أنه لا زكاة فيه أي لا حق لله فيها فاعتباره قول النبي صلى اللّٰه عليه و سلم فهو لوجوهكم ليس لله منه شيء أي لا حق فيه لله و من رأى أن الزكاة حق الفقراء رأى في اعتباره أن زكاة الثمر المحبس الأصل و هو العمل من هذا العبد الذي هو محبس على سيده لا يعتق أبدا يقول إن العمل هو لله بحكم الوقفية و للحور العين و أمثالهم من ذلك العمل نصيب و هو المعبر عنه بالزكاة كما قال بعضهم في حق المجاهدين

أبواب عدن مفتحات و الحور منهن مشرفات
فاستبقوا أيما استباق و بادروا أيها الغزاة
فبين أيديكمو جنان فيها حسان منعمات
يقلن و الخيل سابقات مهورنا الصبر و الثبات

[الصبر و الثبات زكاة الجهاد]

فالصبر و الثبات من عمل الجهاد بمنزلة الزكاة من الثمر و كونه محبس الأصل هو قوله تعالى وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّٰ لِيَعْبُدُونِ فما خلقهم إلا لعبادته فهم موقوفون عليه ثم جعل في أعمالهم التي هي بمنزلة الثمر من الشجر نصيبا لله و هو الإخلاص في العمل و هو من العمل و حق لصاحب العمل و هو ما يحصل له من الثواب عليه و هو بمنزلة الزكاة التي يطلبها الثواب فهذا اعتبار زكاة الثمر المحبس الأصل باختلافهم و اللّٰه الهادي

(وصل)و من هذا الباب على من تجب
زكاة

ما تخرجه الأرض المستأجرة فقال قوم من العلماء إن الزكاة على صاحب الزرع و قال قوم إن الزكاة إنما تجب على رب الأرض و ليس على المستأجر شيء و بالقول الأول أقول إن الزكاة على صاحب الزرع

(وصل)الاعتبار في
ذلك

الإمام و المؤذن و المجاهد و العامل على الصدقة و كل من يأخذ على عمله أجرا ممن يستأجره على ذلك و الأرض المستأجرة هي نفس المكلف و ما تخرجه هو ما يظهر عن هذه النفس من العمل و الزارع الحق تعالى يقول تعالى أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزّٰارِعُونَ و رب الأرض هو الشارع و هو الحق سبحانه من كونه شارعا كما هو في الزرع من كونه موفقا قال تعالى مخبرا عن بعض أنبيائه وَ مٰا تَوْفِيقِي إِلاّٰ بِاللّٰهِ

[اللّٰه يبذر حب الهدى في أرض النفوس]

فهو سبحانه يبذر حب الهدى و التوفيق في أرض النفوس فتخرج أرض النفوس بحسب ما زرع فيها و فيما يظهر من هذه الأرض ما يكون حق لله فيه و منها ما يكون فيه حق للإنسان فما هو لله فهو المعبر عنه بالزكاة و ما بقي فهو للإنسان و الإجارة مشروعة فإن اللّٰه اشترى منا نفوسنا ثم أجرنا إياها بالعشر فقال مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا فالحسنة منا هي العشر الذي نعطيه سبحانه مما زرعه في أراضي نفوسنا من الخير الذي أنبت هذا العمل الصالح

[اللّٰه هو رب الأرض و هو الزارع و المؤجر و المستأجر]

فهو سبحانه رب الأرض و هو الزارع و هو المؤجر و هو المستأجر و هو

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 555
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست