responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 50

فتحولت له في صورة من عمي عن النظر و ذلك بعد انقضاء شوط و تخيل نقض شرط فطلبت الصورة تبايع الصورة فقالت لها مثل المقالة المذكورة ثم تحول لي في صورة العلم الأعم فتحولت له في صورة الجهل الأتم فطلبت الصورة تبايع الصورة فقالت لها المقالة المشهورة ثم تحول لي في صورة سماع النداء فتحولت له في صورة الصمم عن الدعاء فطلبت الصورة تبايع الصورة فأسدل الحق بينهما ستوره ثم تحول لي في صورة الخطاب فتحولت له في صورة الخرس عن الجواب فطلبت الصورة تبايع الصورة فأرسل الحق بينهما رقوم اللوح و سطوره ثم تحول لي في صورة الإرادة فتحولت له في صورة قصور الحقيقة و العادة فطلبت الصورة تبايع الصورة فأفاض الحق بينهما ضياءه و نوره ثم تحول لي في صورة القدرة و الطاقة فتحولت له في صورة العجز و الفاقة فطلبت الصورة تبايع الصورة فأبدى الحق للعبد تقصيره فقلت لما رأيت ذلك الإعراض و ما حصل لي تمام الآمال و الأغراض لم أبيت علي و لم تف بعهدي فقال لي أنت أبيت على نفسك يا عبدي لو قبلت الحجر في كل شوط أيها الطائف لقبلت يميني هنا في هذه الصور اللطائف فإن بيتي هناك بمنزلة الذات و أشواط الطواف بمنزلة السبع الصفات صفات الكمال لا صفات الجلال لأنها صفات الاتصال بك و الانفصال فسبعة أشواط لسبع صفات و بيت قائم يدل على ذات غير أني أنزلته في فرشي و قلت للعامة هذا عندكم بمنزلة عرشي و خليفتي في الأرض هو المستوي عليه و المحتوي فانظر إلى الملك معك طائفا و إلى جانبك واقفا فنظرت إليه فعاد إلى عرشه و تاه علي بسمو نعشه فتبسمت جذلا و قلت مرتجلا

يا كعبة طاف بها المرسلون من بعد ما طاف بها المكرمون
ثم أتى من بعدهم عالم طافوا بها من بين عال و دون
أنزلها مثلا إلى عرشه و نحن حافون لها مكرمون
فإن يقل أعظم حاف به إني أنا خير فهل تسمعون
و اللّٰه ما جاء بنص و لا أتى لنا إلا بما لا يبين
هل ذاك إلا النور حفت به أنوارهم و نحن ماء مهين
فانجذب الشيء إلى مثله و كلنا عبد لديه مكين
هلا رأوا ما لم يروا أنهم طافوا بما طفنا و ليسوا بطين
لو جرد الألطف منا استوى على الذي حفوا به طائفين
قد سهموا أن يجهلوا حق من قد سخر اللّٰه له العالمين
كيف لهم و علمهم إنني ابن الذي خروا له ساجدين
و اعترفوا بعد اعتراض على والدنا بكونهم جاهلين
و أبلس الشخص الذي قد أبي و كان للفضل من الجاحدين
قد سهموا قد سهموا إنهم قد عصموا من خطأ المخطئين
قلت ثم صرفت عنه وجه قلبي و أقبلت به على ربي فقال لي انتصرت لأبيك حلت بركتي فيك اسمع منزلة من أثنيت عليها و ما قدمته من الخير بين يديها و أين منزلتك من منازل الملائكة المقربين صلوات اللّٰه عليكم و عليهم أجمعين كعبتي هذه قلب الوجود و عرشي لهذا القلب جسم محدود و ما وسعني واحد منهما و لا أخبر عني بالذي أخبرت عنهما و بيتي الذي وسعني قلبك المقصود المودع في جسدك المشهود فالطائفون بقلبك الأسرار فهم بمنزلة أجسادكم عند طوافها بهذه الأحجار فالطائفون الحافون بعرشنا المحيط كالطائفين منك بعالم التخطيط فكما إن الجسم منك في الرتبة دون قلبك البسيط كذلك هي الكعبة مع العرش المحيط فالطائفون بالكعبة بمنزلة الطائفين بقلبك لاشتراكهما في القلبية و الطائفون بجسمك كالطائفين بالعرش لاشتراكهما في الصفة الإحاطية فكما أن عالم الأسرار الطائفين بالقلب الذي وسعني أسنى منزلة من غيرهم و أعلى كذلك أنتم بنعت الشرف و السيادة على

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست