responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 51

الطائفين بالعرش المحيط أولى فإنكم الطائفون بقلب وجود العالم فأنتم بمنزلة أسرار العلماء و هم الطائفون بجسم العالم فهم بمنزلة الماء و الهواء فكيف تكونون سواء و ما وسعني سواكم و ما تجليت في صورة كمال إلا في معناكم فاعرفوا قدر ما وهبتكموه من الشرف العالي و بعد هذا فأنا الكبير المتعالي لا يحدني الحد و لا يعرفني السيد و لا العبد تقدست الألوهة فتنزهت أن تدرك و في منزلتها أن تشرك أنت الأنا و أنا فلا تطلبني فيك فتعنى و لا من خارج فما تتهنى و لا تترك طلبي فتشقى فاطلبني حتى تلقاني فترقى و لكن تأدب في طلبك و احضر عند شروعك في مذهبك و ميز بيني و بينك فإنك لا تشهدني و إنما تشهد عينك فقف في صفة الاشتراك و إلا فكن عبدا و قل العجز عن درك الإدراك إدراك تلحق في ذلك عتيقا و تكن المكرم الصديقا ثم قال لي اخرج عن حضرتي فمثلك لا يصلح لخدمتي فخرجت طريدا فضج الحاضر فقال ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ثم قال ردوه فرددت و بين يديه من ساعتي وجدت و كأني ما زلت عن بساط شهوده و ما برحت من حضرة وجوده فقال كيف يدخل علي في حضرتي من لا يصلح لخدمتي لو لم تكن عندك الحرمة التي توجب الخدمة ما قبلتك الحضرة و لرمت بك في أول نظره و ها أنت فيها و قد رأيت من برهانك و تخفيها ما يزيدك احتراما و عند تجليها احتشاما ثم قال لم لم تسألني حين أمرت بإخراجك و ردك على معراجك و أعرفك صاحب حجة و لسان ما أسرع ما نسيت أيها الإنسان فقلت بهرني عظيم مشاهدة ذاتك و سقط في يدي لقبضك يمين البيعة في تجلياتك و بقيت أردد النظر ما الذي طرأ في الغيب من الخبر فلو التفت في ذلك الوقت إلي لعلمت أن مني أتى علي و لكن الحضرة تعطي أن لا يشهد سواها و أن لا ينظر إلى محيا غير محياها فقال صدقت يا محمد فأثبت في المقام الأوحد و إياك و العدد فإن فيه هلاك الأبد ثم اتفقت مخاطبات و أخبار أذكرها في باب الحج و مكة مع جملة أسرار

(وصل) [الدخول في كعبة الحجر:البيت المتعالي عن الستر]

فقال النجي الوفي يا أكرم ولي و صفي ما ذكرت لي أمرا إلا أنا به عالم و هو بذاتي مسطر قائم قلت لقد شوقتني إلى التطلع إليك منك حتى أخبر عنك فقال نعم أيها الغريب الوارد و الطالب القاصد أدخل معي كعبة الحجر فهو البيت المتعالي عن الحجاب و الستر و هو مدخل العارفين و فيه راحة الطائفين فدخلت معه بيت الحجر في الحال و ألقى يده على صدري و قال أنا السابع في مرتبة الإحاطة بالكون و بأسرار وجود العين و الأين أوجدني الحق قطعة نور حوائي ساذجة و جعلني للكليات ممازجة فبينا أنا متطلع لما يلقى لدي أو ينزل علي و إذا بالعلم القلمي الأعلى قد نزل بذاتي من منازله العلى راكبا على جواد قائم على ثلاث قوائم فنكس رأسه إلى ذاتي فانتشرت الأنوار و الظلمات و نفث في روعي جميع الكائنات ففتق أرضي و سمائي و أطلعني على جميع أسمائي فعرفت نفسي و غيري و ميزت بين شري و خيري و فصلت ما بين خالقي و حقائقي ثم انصرف عني ذلك الملك و قال تعلم أنك حضرة الملك فتهيأت للنزول و ورود الرسول فتجارت الأملاك إلي و دارت الأفلاك علي و الكل ليميني مقبلون و على حضرتي مقبلون و ما رأيت ملكا نزل و لا ملكا عن الوقوف بين يدي انتقل و لحظت في بعض جوانبي فرأيت صورة الأزل فعلمت إن النزول محال فثبت على ذلك الحال و أعلمت بعض الخاصة ما شهدت و أطلعتهم مني على ما وجدت فأنا الروضة اليانعة و الثمرة الجامعة فارفع ستوري و اقرأ ما تضمنته سطوري فما وفقت عليه مني فاجعله في كتابك و خاطب به جميع أحبابك فرفعت ستوره و لحظت مسطوره فأبدى لعيني نوره المودع فيه ما يتضمنه من العلم المكنون و يحويه فأول سطر قرأته و أول سر من ذلك السطر علمته ما أذكره الآن في هذا الباب الثاني و اللّٰه سبحانه يهدي إلى العلم وَ إِلىٰ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ

(الباب الثاني)في معرفة مراتب الحروف و الحركات

من العالم و ما لها من الأسماء الحسنى و معرفة الكلمات و معرفة العلم و العالم و المعلوم اعلم أن هذا الباب على ثلاثة فصول«الفصل الأول في معرفة الحروف»«الفصل الثاني في معرفة الحركات التي تتميز بها الكلمات»«الفصل الثالث في معرفة العلم و العالم و المعلوم»

«الفصل الأول في معرفة الحروف و مراتبها و الحركات و هي الحروف الصغار و ما لها من الأسماء الإلهية»



إن الحروف أئمة الألفاظ شهدت بذلك ألسن الحفاظ

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست