responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 307

فهو المخلوق الأول أ لا ترى الحق سبحانه أول ما خلق القلم أو قل العقل كما قال فما خلق إلا واحدا ثم أنشأ الحلق من ذلك الواحد فاتسع العالم و كذلك العدد منشؤه من الواحد ثم الذي يقبل الثاني لا من الواحد الوجود ثم يقبل التضعيف و التركيب في المراتب فيتسع اتساعا عظيما إلى ما لا يتناهى فإذا انتهيت فيه من الاتساع إلى حد ما من الآلاف و غيرها ثم تطلب الواحد الذي نشأ منه العدد لا يزال في ذلك تقلل العدد و يزول عنك ذلك الاتساع الذي كنت فيه حتى تنتهي إلى الاثنين التي بوجودها ظهر العدد إذ كان الواحد أولاها فالواحد أضيق الأشياء و ليس بالنظر إلى ذاته بعدد في نفسه و لكن بما هو اثنان أو ثلاثة أو أربعة فلا يجمع بين اسمه و عينه أبدا فاعلم ذلك

[أرواح الأجسام المودعة في البرزخ و إدراكاتها]

و الناس في وصف الصور بالقرن على خلاف ما ذكرناه و بعد ما قررناه فلتعلم إن اللّٰه سبحانه إذا قبض لأرواح من هذه الأجسام الطبيعية حيث كانت و العنصرية أودعها صورا جسدية في مجموع هذا القرن النوري فجميع ما يدركه الإنسان بعد الموت في البرزخ من الأمور إنما يدركه بعين الصورة التي هو فيها في القرن و بنورها و هو إدراك حقيقي و من الصور هنالك ما هي مقيدة عن التصرف و منها ما هي مطلقة كأرواح الأنبياء كلهم و أرواح الشهداء و منها ما يكون لها نظر إلى عالم الدنيا في هذه الدار و منها ما يتحلى للنائم في حضرة الخيال التي هي فيه و هو الذي تصدق رؤياه أبدا و كل رؤيا صادقة و لا تخطئ فإذا أخطأت الرؤيا فالرؤيا ما أخطأت و لكن العابر الذي يعبرها هو المخطئ حيث لم يعرف ما المراد بتلك الصورة

أ لا تراه صلى اللّٰه عليه و سلم ما قال لأبي بكر حين عبر رؤيا الشخص المذكور أصبت بعضا و أخطأت بعضا و كذلك

قال في الرجل الذي رأى في النوم ضربت عنقه فوقع رأسه فجعل الرأس يتدهده و هو يكلمه فذكر له رسول اللّٰه أن الشيطان يلعب به فعلم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم صورة ما رآه و ما قال له خيالك فاسد فإنه رأى حقا و لكن أخطأ في التأويل فأخبره صلى اللّٰه عليه و سلم بحقيقة ما رآه ذلك النائم و كذلك قوم فرعون يعرضون على النار في تلك الصور غدوة و عشية و لا يدخلونها فإنهم محبوسون في ذلك القرن و في تلك الصورة و يوم القيامة يدخلون أشد العذاب : و هو العذاب المحسوس لا المتخيل الذي كان لهم في حال موتهم بالعرض

[عين الخيال تدرك الصورة الخيالية المطلقة المحسوسة]

فتدرك بعين الخيال الصور الخيالية و الصور المحسوسة معا فيدرك المتخيل الذي هو الإنسان بعين خياله وقتا ما هو متخيل

كقوله صلى اللّٰه عليه و سلم مثلت لي الجنة في عرض هذا الحائط فأدرك ذلك بعين حسه و إنما قلنا بعين حسه لأنه تقدم حين رأى الجنة ليأخذ قطفا منها و تأخر حين رأى النار و هو في صلاته و نحن نعرف أن عنده من القوة بحيث إنه لو أدرك ذلك بعين خياله لا بعين حسه ما أثر في جسمه تقدما و لا تأخرا فإنا نجد ذلك و ما نحن في قوته و لا في طبقته صلى اللّٰه عليه و سلم و كل إنسان في البرزخ مرهون بكسبه محبوس في صور أعماله إلى أن يبعث يوم القيامة من تلك الصور في النشأة الآخرة وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى الجزء الثامن و العشرون

(الباب الرابع و الستون في معرفة القيامة و منازلها و كيفية البعث)

(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

يوم المعارج من خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ يطير عن كل نوام به و سنه
و الأرض من حذر عليه ساهرة لا تأخذنها لما يقضي الإله سنه
فكن غريبا و لا تركن لطائفة من الخوارج أهل الألسن اللسنه
و إن رأيت امرأ يسعى لمفسدة فخذ على يده تجزى به حسنة
و لتعتصم حذرا بالكهف من رجل تريك فتنته يوما كمثل سنه
قد مد خطوته في غير طاعته و لم يزل في هواه خالعا رسنه

[معنى يوم القيامة]

اعلم أنه إنما سمي هذا اليوم يوم القيامة لقيام الناس فيه من قبورهم لرب العالمين في النشأة الآخرة التي ذكرناها في البرزخ في الباب الذي قبل هذا الباب و لقيامهم أيضا إذا جاء الحق للفصل و القضاء وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا قال اللّٰه تعالى يَوْمَ يَقُومُ النّٰاسُ لِرَبِّ الْعٰالَمِينَ أي من أجل رب العالمين حين يأتي و جاء بالاسم الرب إذ كان الرب المالك فله صفة

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست