responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 265

(مسألة دورية من هذا الباب و هذه صورتها)

إنما قلنا اختلفت الشرائع لاختلاف النسب الإلهية لأنه لو كانت النسبة الإلهية لتحليل أمر ما في الشرع كالنسبة لتحريم ذلك الأمر عينه في الشرع لما صح تغيير الحكم و قد ثبت تغيير الحكم و لما صح أيضا قوله تعالى لِكُلٍّ جَعَلْنٰا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهٰاجاً و قد صح أن لكل أمة شرعة و منهاجا جاءها بذلك نبيها و رسولها فنسخ و أثبت فعلمنا بالقطع أن نسبته تعالى فيما شرعه إلى محمد صلى اللّٰه عليه و سلم خلاف نسبته إلى نبي آخر و إلا لو كانت النسبة واحدة من كل وجه و هي الموجبة للتشريع الخاص لكان الشرع واحدا من كل وجه

[إنما اختلفت النسب الإلهية لاختلاف الأحوال]

فإن قيل فلم اختلفت النسب الإلهية قلنا لاختلاف الأحوال فمن حاله المرض يدعو يا معافي و يا شافي و من حاله الجوع يقول يا رزاق و من حاله الغرق يقول يا مغيث فاختلفت النسب لاختلاف الأحوال و هو قوله كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ و سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاٰنِ و

قوله صلى اللّٰه عليه و سلم لما وصف ربه تعالى بيده الميزان يخفض و يرفع فلحالة الوزن قيل فيه الخافض الرافع فظهرت هذه النسب فهكذا في اختلاف أحوال الخلق

[إنما اختلفت الأحوال لاختلاف الزمان]

و قولنا إنما اختلفت الأحوال لاختلاف الأزمان فإن اختلاف أحوال الخلق سببها اختلاف الأزمان عليها فحالها في زمان الربيع يخالف حالها في زمان الصيف و حالها في زمان الصيف يخالف حالها في زمان الخريف و حالها في زمان الخريف يخالف حالها في زمان الشتاء و حالها في زمان الشتاء يخالف حالها في زمان الربيع يقول بعض العلماء بما تفعله الأزمان في الأجسام الطبيعية تعرضوا لهواء زمان الربيع فإنه يفعل في أبدانكم ما يفعل في أشجاركم و تحفظوا من هواء زمان الخريف فإنه يفعل في أبدانكم كما يفعل في أشجاركم و قد نص اللّٰه تعالى على إننا من جملة نبات الأرض فقال وَ اللّٰهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبٰاتاً أراد فنبتم نباتا لأن مصدر أنبتكم إنما هو إنباتا كما قال في نسبة التكوين إلى نفس المأمور به فقال تعالى إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَيْءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فجعل التكوين إليه كذلك نسب ظهور النبات إلى النبات فافهم فلذلك قلنا إنما اختلفت الأحوال لاختلاف الأزمان

[إنما اختلفت الأزمان لاختلاف الحركات]

و أما قولنا إنما اختلفت الأزمان لاختلاف الحركات فأعني بالحركات الحركات الفلكية فإنه باختلاف الحركات الفلكية حدث زمان الليل و النهار و تعينت السنون و الشهور و الفصول و هذه المعبر عنها بالأزمان و قولنا اختلفت الحركات لاختلاف التوجهات أريد بذلك توجه الحق عليها بالإيجاد لقوله تعالى إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَيْءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ فلو كان التوجه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست