responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 223

[الوارث المحمدي]

و لا يقال في أحد من أهل هذه الطريقة أنه محمدي إلا لشخصين إما شخص اختص بميراث علم من حكم لم يكن في شرع قبله فيقال فيه محمدي و إما شخص جمع المقامات ثم خرج عنها إلى لا مقام كأبي يزيد و أمثاله فهذا أيضا يقال فيه محمدي و ما عدا هذين الشخصين فينسب إلى نبي من الأنبياء و لهذا

ورد في الخبر أن العلماء ورثة الأنبياء و لم يقل ورثة نبي خاص و المخاطب بهذا علماء هذه الأمة و

قد ورد أيضا بهذا اللفظ قوله صلى اللّٰه عليه و سلم علماء هذه الأمة أنبياء سائر الأمم و في رواية كأنبياء بنى إسرائيل

[العيسويون الأوائل و الثواني]

فالعيسويون الأول هم الحواريون أتباع عيسى فمن أدرك منهم إلى الآن شرع محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و آمن به و اتبعه و اتفق أن يكون قد حصل له من هذه الشريعة ما كان قبل هذا شرعا لعيسى ع فيرث من عيسى عليه السلام ما ورثه من غير حجاب ثم يرث من عيسى عليه السلام في شريعة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم ميراث تابع من تابع لا من متبوع و بينهما في الذوق فرقان و لهذا قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في مثل هذا الشخص أن له الأجر مرتين كذلك له ميراثان و فتحان و ذوقان مختلفان و لا ينسب فيهما إلا إلى ذلك النبي ع فهؤلاء هم العيسويون الثواني و أصولهم توحيد التجريد من طريق المثال لأن وجود عيسى عليه السلام لم يكن عن ذكر بشري و إنما كان عن تمثل روح في صورة بشر و لهذا غلب على أمة عيسى بن مريم دون سائر الأمم القول بالصورة فيصورون في كنائسهم مثلا و يتعبدون في أنفسهم بالتوجه إليها فإن أصل نبيهم ع كان عن تمثل فسرت تلك الحقيقة في أمته إلى الآن و لما جاء شرع محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و نهى عن الصور و هو صلى اللّٰه عليه و سلم قد حوى على حقيقة عيسى و انطوى شرعه في شرعه فشرع لنا صلى اللّٰه عليه و سلم أن نعبد اللّٰه كأنا نراه فأدخله لنا في الخيال و هذا هو معنى التصوير إلا أنه نهى عنه في الحس أن يظهر في هذه الأمة بصورة حسية

[عبادة اللّٰه على الرؤية]

ثم إن هذا الشرع الخاص الذي هو

اعبد اللّٰه كأنك تراه ما قاله محمد صلى اللّٰه عليه و سلم لنا بلا واسطة بل قاله لجبريل عليه السلام و هو الذي تمثل لمريم بَشَراً سَوِيًّا عند إيجاد عيسى عليه السلام فكان كما قيل في المثل السائر إياك أعني فاسمعي يا جارة فكنا نحن المرادين بذلك القول و لهذا

جاء في آخر الحديث هذا جبريل أراد أن تعلموا إذا لم تسألوا و

في رواية جاء ليعلم الناس دينهم و في رواية أتاكم يعلمكم دينكم فما خرجت الروايات عن كوننا المقصودين بالتعليم ثم لتعلم إن الذي لنا من غير شرع عيسى ع

قوله فإن لم تكن تراه فإنه يراك فهذا من أصولهم و كان شيخنا أبو العباس العربي رحمه اللّٰه عيسويا في نهايته و هي كانت بدايتنا أعني نهاية شيخنا في هذا الطريق كانت عيسوية ثم نقلنا إلى الفتح الموسوي الشمسي ثم بعد ذلك نقلنا إلى هود عليه السلام ثم بعد ذلك نقلنا إلى جميع النبيين عليهم السلام ثم بعد ذلك نقلنا إلى محمد صلى اللّٰه عليه و سلم هكذا كان أمرنا في هذا الطريق ثبته اللّٰه علينا و لا حاد بنا عن سواء السبيل فأعطانا اللّٰه من أجل هذه النشأة التي أنشأنا اللّٰه عليها في هذا الطريق وجه الحق في كل شيء فليس في العالم عندنا في نظرنا شيء موجود إلا و لنا فيه شهود عين حق نعظمه منه فلا نرمي بشيء من العالم الوجودي

[أصحاب عيسى و يونس في زمان ابن عربي]

و في زماننا اليوم جماعة من أصحاب عيسى عليه السلام و يونس عليه السلام يحبون و هم منقطعون عن الناس فأما القوم الذين هم من قوم يونس فرأيت أثر قدم واحد منهم بالساحل كان صاحبه قد سبقني بقليل فشبرت قدمه في الأرض فوجدت طول قدمه ثلاثة أشبار و نصفا و ربعا بشبري و أخبرني صاحبي أبو عبد اللّٰه بن خرز الطنجي أنه اجتمع به في حكاية و جاءني بكلام من عنده مما يتفق في الأندلس في سنة خمس و ثمانين و خمسمائة و هي السنة التي كنا فيها و ما يتفق في سنة ست و ثمانين مع الإفرنج فكان كما قال ما غادر حرفا

[زريب بن برثملا وصي العبد الصالح عيسى بن مريم]

و أما الذي في الزمان من أصحاب عيسى فهو ما رويناه من حديث عربشاه بن محمد بن أبي المعالي العلوي النوقي الخبوشاني كتابة قال حدثنا محمد بن الحسن بن سهل العباسي الطوسي أنا أبو المحاسن علي بن أبي الفضل الفارمدي إنا أحمد بن الحسين بن علي قال حدثنا أبو عبد اللّٰه الحافظ ثنا أبو عمر و عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد إملاء ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص و هو بالقادسية أن وجه نضلة بن معاوية الأنصاري إلى حلوان العراق فليغز على ضواحيها قال فوجه سعد نضلة في ثلاثمائة فارس فخرجوا حتى أتوا حلوان العراق و أغاروا على ضواحيها و أصابوا غنيمة و سبيا فأقبلوا يسوقون الغنيمة و السبي حتى رهقت بهم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست