responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 197

ظاهر الشرع و تلحق المذمة بعامله لكان مضافا لي أهل البيت من لم يذهب عنه الرجس فيكون لأهل البيت من ذلك بقدر ما أضيف إليهم و هم المطهرون بالنص فسلمان منهم بلا شك فأرجو أن يكون عقب علي و سلمان تلحقهم هذه العناية كما لحقت أولاد الحسن و الحسين و عقبهم و موالي أهل البيت فإن رحمة اللّٰه واسعة

[أهل البيت أقطاب العالم]

يا ولي و إذا كانت منزلة مخلوق عند اللّٰه بهذه المثابة أن يشرف المضاف إليهم بشرفهم و شرفهم ليس لأنفسهم و إنما اللّٰه تعالى هو الذي اجتباهم و كساهم حلة الشرف كيف يا ولي بمن أضيف إلى من له الحمد و المجد و الشرف لنفسه و ذاته فهو المجيد سبحانه و تعالى فالمضاف إليه من عباده الذين هم عباده و هم الذين لا سلطان لمخلوق عليهم في الآخرة قال تعالى لإبليس إِنَّ عِبٰادِي فأضافهم إليه لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطٰانٌ و ما تجد في القرآن عبادا مضافين إليه سبحانه إلا السعداء خاصة و جاء اللفظ في غيرهم بالعباد فما ظنك بالمعصومين المحفوظين منهم القائمين بحدود سيدهم الواقفين عند مراسمه فشرفهم أعلى و أتم و هؤلاء هم أقطاب هذا المقام

[سر سلمان]

و من هؤلاء الأقطاب ورث سلمان شرف مقام أهل البيت فكان رضي اللّٰه عنه من أعلم الناس بما لله على عباده من الحقوق و ما لأنفسهم و الخلق عليهم من الحقوق و أقواهم على أدائها و فيه

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لو كان الايمان بالثريا لنا له رجال من فارس و أشار إلى سلمان الفارسي و في تخصيص النبي ص ذكر الثريا دون غيرها من الكواكب إشارة بديعة لمثبتي الصفات السبعة لأنها سبعة كواكب فافهم فسر سلمان الذي ألحقه بأهل البيت ما أعطاه النبي صلى اللّٰه عليه و سلم من أداء كتابته و في هذا فقه عجيب فهو عتيقة صلى اللّٰه عليه و سلم و مولى القوم منهم و الكل موالي الحق و رحمته وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ و كل شيء عبده و مولاه

[أهل البيت:لا ينبغي لمسلم أن يذمهم]

و بعد أن تبين لك منزلة أهل البيت عند اللّٰه و أنه لا ينبغي لمسلم أن يذمهم بما يقع منهم أصلا فإن اللّٰه طهرهم فليعلم الذام لهم أن ذلك راجع إليه و لو ظلموه فذلك الظلم هو في زعمه ظلم لا في نفس الأمر و إن حكم عليه ظاهر الشرع بأدائه بل حكم ظلمهم إيانا في نفس الأمر يشبه جرى المقادير علينا في ماله و نفسه بغرق أو بحرق و غير ذلك من الأمور المهلكة فيحترق أو يموت له أحد أحبائه أو يصاب في نفسه و هذا كله مما لا يوافق غرضه و لا يجوز له أن يذم قدر اللّٰه و لا قضاءه بل ينبغي له أن يقابل ذلك كله بالتسليم و الرضي و إن نزل عن هذه المرتبة فبالصبر و إن ارتفع عن تلك المرتبة فبالشكر فإن في طي ذلك نعما من اللّٰه لهذا المصاب و ليس وراء ما ذكرناه خير فإنه ما وراءه ليس إلا الضجر و السخط و عدم الرضي و سوء الأدب مع اللّٰه فكذا ينبغي أن يقابل المسلم جميع ما يطرأ عليه من أهل البيت في ماله و نفسه و عرضه و أهله و ذويه فيقابل ذلك كله بالرضى و التسليم و الصبر و لا يلحق المذمة بهم أصلا و إن توجهت عليهم الأحكام المقررة شرعا فذلك لا يقدح في هذا بل يجريه مجرى المقادير و إنما منعنا تعليق الذم بهم إذ ميزهم اللّٰه عنا بما ليس لنا معهم فيه قدم و أما أداء الحقوق المشروعة فهذا رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم كان يقترض من اليهود و إذا طالبوه بحقوقهم أداها على أحسن ما يمكن و إن تطاول اليهودي عليه بالقول يقول دعوه إن لصاحب الحق مقالا و

قال صلى اللّٰه عليه و سلم في قصة لو أن فاطمة بنت محمد سرقت قطعت يدها فوضع الأحكام لله يضعها كيف يشاء و على أي حال يشاء فهذه حقوق اللّٰه و مع هذا لم يذمهم اللّٰه و إنما كلامنا في حقوقنا و ما لنا أن نطالبهم به فنحن مخيرون إن شئنا أخذنا و إن شئنا تركنا و الترك أفضل عموما فكيف في أهل البيت و ليس لنا ذم أحد فكيف بأهل البيت فإنا إذا نزلنا عن طلب حقوقنا و عفونا عنهم في ذلك أي فيما أصابوه منا كانت لنا بذلك عند اللّٰه اليد العظمى و المكانة الزلفى

[محبة آل بيت النبي من محبة النبي]

فإن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم ما طلب منا عن أمر اللّٰه إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ و فيه سر صلة الأرحام و من لم يقبل سؤال نبيه فيما سأله فيه مما هو قادر عليه بأي وجه يلقاه غدا أو يرجو شفاعته و هو ما أسعف نبيه صلى اللّٰه عليه و سلم فيما طلب منه من المودة في قرابته فكيف بأهل بيته فهم أخص القرابة ثم إنه جاء بلفظ المودة و هو الثبوت على المحبة فإنه من ثبت وده في أمر استصحبه في كل حال و إذا استصحبته المودة في كل حال لم يؤاخذ أهل البيت بما يطرأ منهم في حقه مما له أن يطالبهم به فيتركه ترك محبة و إيثارا لنفسه لا عليها قال المحب الصادق

و كل
ما يفعل المحبوب محبوب
و جاء باسم الحب فكيف حال المودة و من البشرى ورود اسم الودود لله تعالى و لا معنى لثبوتها إلا حصول أثرها بالفعل في الدار الآخرة و في النار لكل طائفة بما تقتضيه حكمة اللّٰه فيهم و قال الآخر في المعنى

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست