responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 198



أحب لحبها السودان حتى أحب لحبها سود الكلاب
و لنا في هذا المعنى

أحب لحبك الحبشان طرا و أعشق لاسمك البدر المنيرا
قيل كانت الكلاب السود تناوشه و هو يتحبب إليها فهذا فعل المحب في حب من لا تسعده محبته عند اللّٰه و لا تورثه القربة من اللّٰه فهل هذا إلا من صدق الحب و ثبوت الود في النفس

[محبة أهل البيت آية من محبة اللّٰه و رسوله]

فلو صحت محبتك لله و لرسوله أحببت أهل بيت رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و رأيت كل ما يصدر منهم في حقك مما لا يوافق طبعك و لا غرضك إنه جمال تتنعم بوقوعه منهم فتعلم عند ذلك أن لك عناية عند اللّٰه الذي أحببتهم من أجله حيث ذكرك من يحبه و خطرت على باله و هم أهل بيت رسوله صلى اللّٰه عليه و سلم فتشكر اللّٰه تعالى على هذه النعمة فإنهم ذكروك بالسنة طاهرة بتطهير اللّٰه طهارة لم يبلغها علمك و إذا رأيناك على ضد هذه الحالة مع أهل البيت الذي أنت محتاج إليهم و لرسول صلى اللّٰه عليه و سلم حيث هداك اللّٰه به فكيف أثق أنا بودك الذي تزعم به أنك شديد الحب في و الرعاية لحقوقي أو لجانبي و أنت في حق أهل نبيك بهذه المثابة من الوقوع فيهم و اللّٰه ما ذاك إلا من نقص إيمانك و من مكر اللّٰه بك و استدراجه إياك من حيث لا تعلم و صورة المكر أن تقول و تعتقد إنك في ذلك تذب عن دين اللّٰه و شرعه و تقول في طلب حقك إنك ما طلبت إلا ما أباح اللّٰه لك طلبه و يندرج الذم في ذلك الطلب المشروع و البغض و المقت و إيثارك نفسك على أهل البيت و أنت لا تشعر بذلك و الدواء الشافي من هذا الداء العضال أن لا ترى لنفسك معهم حقا و تنزل عن حقك لئلا يندرج في طلبه ما ذكرته لك و ما أنت من حكام المسلمين حتى يتعين عليك إقامة حد أو إنصاف مظلوم أو رد حق إلى أهله فإن كنت حاكما و لا بد فاسع في استنزال صاحب الحق عن حقه إذا كان المحكوم عليه من أهل البيت فإن أبي حينئذ يتعين عليك إمضاء حكم الشرع فيه فلو كشف اللّٰه لك يا ولي عن منازلهم عند اللّٰه في الآخرة لوددت أن تكون مولى من مواليهم فالله يلهمنا رشد أنفسنا فانظر ما أشرف منزلة سلمان رضي اللّٰه عن جميعهم

[أسرار الأقطاب«السلمانيين»]

و لما بينت لك أقطاب هذا المقام و أنهم عبيد اللّٰه المصطفون الأخيار فاعلم إن أسرارهم التي أطلعنا اللّٰه عليها تجهلها العامة بل أكثر الخاصة التي ليس لها هذا المقام و الخضر منهم رضي اللّٰه عنه و هو من أكبرهم و قد شهد اللّٰه له أنه آتاه رحمة من عنده و علمه من لدنه علما : اتبعه فيه كليم اللّٰه موسى عليه السلام الذي

قال فيه صلى اللّٰه عليه و سلم لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني فمن أسرارهم ما قد ذكرناه من العلم بمنزلة أهل البيت و ما قد نبه اللّٰه على علو رتبتهم في ذلك و من أسرارهم علم المكر الذي مكر اللّٰه بعباده في بغضهم مع دعواهم حب رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و سؤاله المودة في القربى و هو صلى اللّٰه عليه و سلم من جملة أهل البيت فما فعل أكثر الناس ما سألهم فيه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم عن أمر اللّٰه فعصوا اللّٰه و رسوله و ما أحبوا من قرابته إلا من رأوا منه الإحسان فأغراضهم أحبوا و بنفوسهم تعشقوا و من أسرارهم الاطلاع على صحة ما شرع اللّٰه لهم في هذه الشريعة المحمدية من حيث لا تعلم العلماء بها فإن الفقهاء و المحدثين الذين أخذوا علمهم ميتا عن ميت إنما المتأخر منهم هو فيه على غلبة ظن إذ كان النقل شهادة و التواتر عزيز ثم إنهم إذا عثروا على أمور تفيد العلم بطريق التواتر لم يكن ذلك اللفظ المنقول بالتواتر نصا فيما حكموا به فإن النصوص عزيزة فيأخذون من ذلك اللفظ بقدر قوة فهمهم فيه و لهذا اختلفوا و قد يمكن أن يكون لذلك اللفظ في ذلك الأمر نص آخر يعارضه و لم يصل إليهم و ما لم يصل إليهم ما تعبدوا به و لا يعرفون بأي وجه من وجوه الاحتمالات التي في قوة هذا اللفظ كان يحكم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم المشرع فأخذه أهل اللّٰه عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في الكشف على الأمر الجلي و النص الصريح في الحكم أو عن اللّٰه بالبينة التي هم عليها من ربهم و البصيرة التي بها دعوا الخلق إلى اللّٰه عليها كما قال اللّٰه أَ فَمَنْ كٰانَ عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ و قال أَدْعُوا إِلَى اللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي فلم يفرد نفسه بالبصيرة و شهد لهم بالاتباع في الحكم فلا يتبعونه إلا على بصيرة و هم عباد اللّٰه أهل هذا المقام و من أسرارهم أيضا إصابة أهل العقائد فيما اعتقدوه في الجناب الإلهي و ما تجلى لهم حتى اعتقدوا ذلك و من أين تصور الخلاف مع الاتفاق على السبب الموجب الذي استندوا إليه فإنه ما اختلف فيه اثنان و إنما وقع الخلاف فيما هو ذلك السبب

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست