responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 103

على المنزه و يكون هو الأعلى فإن الحق من باب الحقيقة لا يصح عليه الأعلى فإنه من أسماء الإضافة و ضرب من وجوه المناسبة فليس بأعلى و لا أسفل و لا أوسط تنزه عن ذلك و تعالى علوا كبيرا بل نسبة الأعلى و الأوسط و الأسفل إليه نسبة واحدة فإذا تنزه خرج عن حد الأمر و خرق حجاب السمع و حصل المقام الأعلى فارتفع الميم بمشاهدة القديم فحصل له الثناء التام بتبارك اسم ربك ذو الجلال و الإكرام فكان الاسم عين المسمى كذلك العبد عين المولى من تواضع لله رفعه اللّٰه و

في الصحيح من الأخبار أن الحق يد العبد و رجله و لسانه و سمعه و بصره لو لم يقبل الخفض من الباء في باسم ما حصل له الرفع في النهاية في تبارك اسم

[التثليث في البسملة]

ثم اعلم أن كل حرف من بسم مثلث على طبقات العوالم فاسم الباء باء و ألف و همزة و اسم السين سين و ياء و نون و اسم الميم ميم و ياء و ميم و الياء مثل الباء و هي حقيقة العبد في باب النداء فما أشرف هذا الموجود كيف انحصر في عابد و معبود فهذا شرف مطلق لا يقابله ضد لأن ما سوى وجود الحق تعالى و وجود العبد عدم محض لا عين له

[رمزية السين]

ثم إنه سكن السين من بسم تحت ذل الافتقار و الفاقة كسكوننا تحت طاعة الرسول لما قال مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ فسكنت السين من بسم لتتلقى من الباء الحق اليقين فلو تحركت قبل أن تسكن لاستبدت بنفسها و خيف عليها من الدعوى و هي سين مقدسة فسكنت فلما تلقت من الباء الحقيقة المطلوبة أعطيت الحركة فلم تتحرك في بعض المواطن إلا بعد ذهاب الباء إذ كان كلام التلميذ بحضور الشيخ في أمر ما سوء أدب إلا أن يأمره فامتثال الأمر هو الأدب فقال عند مفارقة الباء يخاطب أهل الدعوى تائها بما حصل له في المقام الأعلى سَأَصْرِفُ عَنْ آيٰاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ ثم تحرك لمن أطاعه بالرحمة و اللين فقال سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهٰا خٰالِدِينَ يريد حضرة الباء فإن الجنة حضرة الرسول ع و كثيب الرؤية حضرة الحق فاصدق و سلم تكشف و تلحق فهذه الحضرة هي التي تنقله إلى الألف المرادة فكما أنه ينقلك الرسول إلى اللّٰه كذلك تنقلك حضرته التي هي الجنة إلى الكثيب الذي هو حضرة الحق

[التنوين العبدي المحذوف في البسملة]

ثم اعلم أن التنوين في بسم لتحقيق العبودة و إشارات التبعيض فلما ظهر منه التنوين اصطفاه الحق المبين بإضافة التشريف و التمكين فقال بِسْمِ اللّٰهِ فحذف التنوين العبدي لإضافته إلى المنزل الإلهي و لما كان تنوين تخلق لهذا صح له هذا التحقق و إلا فالسكون أولى به فاعلم انتهى الجزء التاسع >بسم اللّٰه الرحمن الرحيم<

«وصل» [تابع الباب الخامس]

قوله اللّٰه من بسم اللّٰه ينبغي لك أيها المسترشد أن تعرف أولا ما تحصل في هذه الكلمة الكريمة من الحروف و حينئذ يقع الكلام عليها إن شاء اللّٰه و حروفها أ ل ل أ ه و فأول ما أقول كلاما مجملا مرموزا ثم نأخذ في تبيينه ليسهل قبوله على عالم التركيب

[تعلق العبد بألف اللّٰه:أو مقام الأمناء الورثة الصديقين]

و ذلك أن العبد تعلق بالألف تعلق من اضطروا الالتجاء فأظهرته اللام الأولى طهور أورثه الفوز من العدم و النجاة فلما صح ظهوره و انتشر في الوجود نوره و صح تعلقه بالمسمى و بطل تخلقه بالأسماء أفنته اللام الثانية بشهود الألف التي بعدها فناء لم تبق منه باقية و ذلك عسى ينكشف له المعمى ثم جاءت الواو بعد الهاء لتمكن المراد و بقيت الهاء لوجوده آخرا عند محو العباد من أجل العناد فذلك أوان الأجل المسمى و هذا هو المقام الذي تضمحل فيه أحوال السائرين و تنعدم فيه مقامات السالكين حتى يفنى من لم يكن و يبقى من لم يزل لا غير يثبت لظهوره و لا ظلام يبقى لنوره فإن لم تكن تره اعرف حقيقة إن لم تكن تكن أنت إذ كانت التاء من الحروف الزوائد في الأفعال المضارعة للذوات و هي العبودية يقول بعض السادة و قد سمع عاطسا يقول اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ فقال له ذلك السيد أتمها كما قال اللّٰه رَبِّ الْعٰالَمِينَ فقال العاطس يا سيدنا و من العالم حتى يذكر مع اللّٰه فقال له الآن قله يا أخي فإن المحدث إذا قرن بالقديم لم يبق له أثر و هذا هو مقام الوصلة و حال و له أهل الفناء عن أنفسهم و أما لو فنى عن فنائه لما قال الحمد لله لأن في قوله الحمد أثبت العبد الذي هو المعبر عنه بالرداء عند بعضهم و بالثوب عند آخرين و لو قال رب العالمين لكان أرفع من المقام الذي كان فيه فذلك مقام الوارثين و لا مقام أعلى منه لأنه شهود لا يتحرك معه لسان و لا يضطرب معه جنان أهل هذا المقام في أحوالهم فاغرة أفواههم استولت عليهم أنوار الذات و بدت عليهم رسوم الصفات هم عرائس اللّٰه المخبأون عنده المحجوبون

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست