responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 104

لديه الذين لا يعرفهم سواه كما لا يعرفون توجهم بتاج البهاء و إكليل السناء و أقعدهم على منابر الفناء عن القرب في بساط الأنس و مناجاة الديمومية بلسان القيومية أورثهم ذلك قوله عَلىٰ صَلاٰتِهِمْ دٰائِمُونَ و بِشَهٰادٰاتِهِمْ قٰائِمُونَ فلم تزل القوة الإلهية تمدهم بالمشاهدة فيبرزون بالصفات في موضع القدمين فلا و له إلا من حيث الاقتداء و لا ذكر إلا إقامة سنة أو فرض لا يحيدون عن سواء السبيل فهم بالحق و إن خاطبوا الخلق و عاشروهم فليسوا معهم و إن رأوهم لم يروهم إذ لا يرون منهم إلا كونهم من جملة أفعال اللّٰه فهم يشاهدون الصنعة و الصانع مقاما عمريا كما يقعد أحدكم مع نجار يصنع تابوتا فيشاهد الصنعة و الصانع و لا تحجبه الصنعة عن الصانع إلا إن شغل قلبه حسن الصنعة

فإن الدنيا كما قال ع حلوة خضرة و هي من خضراء الدمن جارية حسناء في منبت سوء من أحسن إليها و أحبها أساءت إليه و حرمت عليه أخراه و لقد أحسن القائل

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق
فهذه الطائفة الأمناء الصديقون إذا أيدهم اللّٰه بالقوة الإلهية و أمدهم فهم معه بهذه النسبة على وجه المثال و هذا أعلى مقام يرقى فيه و أشرف غاية ينتهي إليها هذه الغاية القصوى إذ لا غاية إلا من حيث التوحيد لا من حيث الموارد و الواردات و هو المستوي إذ لا استواء إلا الرفيق الأعلى فهنيئا لهذه العصابة بما نالوه من حقائق المشاهدة و هنيئا لنا على التصديق و التسليم لهم بالموافقة و المساعدة

[عود على بدء:البسملة من طريق الأسرار]

مر بنا جواد اللسان في حلبة الكلام فلنرجع إلى ما كنا بسبيله و السلام فأقول همزة هذا الاسم المحذوفة بالإضافة تحقيق اتصال الوحدانية و تمحيق انفصال الغيرة فالألف و اللام الملصقة كما تقدم لتحقيق المتصل و محق المنفصل و الألف الموجودة في اللام الثانية لمحو آثار الغير المتحصل و الواو التي بعد الهاء ليس لها في الخط أثر و معناها في الوجود بهاء الهوية قد انتشر أبداها في عالم الملك بذاتها فقال هُوَ اللّٰهُ الَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ فبدأ بالهوية و ختم و ملكها الأمر في الوجود و العدم و جعلها دالة على الحدوث و القدم و هو آخر ذكر الذاكرين و أعلاه فرجع العجز على الصدر فلاحت ليلة القدر و وقف بوجودها أهل العناية و التأييد على حقائق التوحيد فالوجود في نقطة دائرة هذا الاسم ساكن و قد اشتمل عليه بحقيقته اشتمال الأماكن على المتمكن الساكن وَ لِلّٰهِ الْمَثَلُ الْأَعْلىٰ

و اللّٰه قد ضرب الأقل لنوره مثلا من المشكاة و النبراس
فقال تعالى و اللّٰه (أَلاٰ إِنَّهُ)بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ أَحٰاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً و صير الكل اسما و مسمى و أرسله مكشوفا و معمى(حل المقفل و تفصيل المجمل)

[اللّٰه: من طريق الاسرار]

يقول العبد اللّٰه فيثبت أولا و آخرا و ينفي باللامين باطنا و ظاهرا لزمت اللام الثانية الهاء بوساطة الألف العلمية ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم الثلاثة اللام و لا خمسة إلا هو سادسهم فالألف سادس في حق الهاء رابع في حق اللام أَ لَمْ تَرَ إِلىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ العرش ظل اللّٰه العرش اللام الثانية و ما حواه اللام الأولى بطريق الملك و اللامان هما الظاهر و الباطن من باب الأسماء ظهرتا بين ألف الأول و ألف الآخر و هو مقام الاتصال لأن النهاية تنعطف على البداية و تتصل بها اتصال اتحاد ثم خرجت الهاء بواوها الباطنة مخرج الانفصال و الجزء المتصل بين اللام و الهاء هو السر الذي به تقع المشاهدة بين العبد و السيد و ذلك مركز الألف العلمية و هو مقام الاضمحلال ثم جعل تعالى في الخط المتصل جزءا بين اللامين للاتصال بين اللام الأولى التي هي عالم الملك و بين اللام الثانية التي هي عالم الملكوت و هو مركز العالم الأوسط عالم الجبروت مقام النفس و لا بد من خطوط فارغة بين كل حرفين فتلك مقامات فناء رسوم السالكين من حضرة إلى حضرة

(تتميم) [حروف الجلالة الخمس و الحقائق العامة الخمسة]

الألف الأولى التي هي ألف الهمزة منقطعة و اللام الثانية ألفها متصل بها قطعت الألف في أوائل الخطوط لقوله ع كان اللّٰه و لا شيء معه فلهذا قطعت و تنزه من الحروف من أشبهها في عدم الاتصال بما بعدها و الحروف التي أشبهتها على عدد الحقائق العامة العالية التي هي الأمهات و كذلك إذا كانت آخر الحروف تقطع الاتصال من البعدية الرقمية فكان انقطاع الألف تنبيها لما ذكرناه و كذلك إخوته فالألف للحق و أشباه الألف للخلق و ذلك د ذ ر ز و في جميع الحقائق جسم متغذ حساس ناطق و ما عداه ممن له لغة و انحصرت حقائق العالم الكلية فلما أراد وجود اللام الثانية و هي أول موجود في المعنى و إن تأخرت في الخط فإن معرفة الجسم تتقدم على معرفة

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست