أقول فيهم قولا عظيما،فخرجت إلى العسكر للقاء أبي محمّد عليه السلام فقدمت و عليّ أثر السفر و وعثاه،فألقيت نفسي على دكّان حمّام،فذهب بي النوم،فما انتبهت إلاّ بمقرعة أبي محمّد عليه السلام قد قرعني بها فاستيقظت و عرفته، فقمت اقبّل قدمه و فخذه و هو راكب و الغلمان من حوله،فكان أوّل ما تلقّاني به أن قال:«يا إدريس! بَلْ عِبٰادٌ مُكْرَمُونَ لاٰ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ [1]»،فقلت:حسبي يا مولاي،إنّما جئت أسألك عن هذا،قال:
فتركني و مضى.
تذييل
يتضمّن أمرين:
الأوّل: إنّه قد سمعت من ابن الغضائري أنّ إدريس هذا خوزي الأمّ.قال في الصحاح [2]:الخوز:جيل من الناس.
[7]
على الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام و أنكروا إمامة من بعده،و حينئذ يتّضح من الجمع بين عبارتي الروايتين أنّ قوله العظيم هو إنكار إمامة علي بن موسى،و محمّد بن علي الجواد،و علي بن محمّد الهادي عليهم السلام،و يكون محصّل الروايتين أنّه كان جوابه عليه السلام عمّا أضمره من المسائل في نفسه و إخباره باسمه أوجب اهتداءه و رجوعه عن القول العظيم بإنكار إمامتهم عليهم السلام،فتفطّن.