المدائن [3]و القرى،و بعده ضاعت الأنساب فانتسبوا إلى البلدان و القرى، فالساكن ببلد-و إن قلّ-ينسب إليه [4]،و إن انتقل إلى آخر نسب تارة إلى أحدهما،و اخرى إليهما مقدّما للأوّل،و الساكن بقرية بلدة بناحية إقليم ينسب
[1]
الرجل و ولده. و قال أبو عمرو بن عبد اللّه النمري في كتابه الإنباه عن قبائل الرواة:59:لا خلاف بين أهل العلم بالنسب أنّ العرب كلّها يجمعها جذمان-و الجذم الأصل-فأحدهما:عدنان و الآخر:قحطان،ثمّ قال:و إلى هذين الجذمين ينتهي كل عربي في الأرض،و لا يخلو أحد من العرب من أن ينتمي إلى أحدهما.. 2و كذا الى العمائر،و العشائر،و البيوت..و العجم تنتسب إلى شعوبها و رساتيقها و بلدانها..و بنو إسرائيل الى أسباطهم،فلمّا جاء الإسلام و انتشر المسلمون في الأقاليم نسبوا إليها و إلى مدنها و قراها..أو إلى أعمالهم و صنائعهم..أو إلى صفاتهم و طبائعهم.. و هكذا،بل من الشائع وقوع النسبة إلى الصنائع كالخياطة،أو إلى الحرف كالبزازة،أو ألقابا أو أوصافا..أو غير ذلك. و من هنا ضاعت كثير من الأنساب العربية المشار إليها في البلدان المتفرقة. قال السخاوي في فتحه في شرح الألفية للعراقي 3/360:..فنسب الأكثر من المتأخرين منهم كما كانت العجم تنسب للإوطان-جمع وطن،و هو محل الإنسان من بلدة أو ضيعة أو سكة،-و هي الزقاق-أو نحوها-..
[4] و قيل:يشترط سكناه فيها أربع سنين بعد أن كان قد سكن بلدا آخر..و قد حكاه ابن كثير في اختصاره:196،و كذا في شرحه الباعث الحثيث:243،و تنظّر فيه. و لاحظ:محاسن الاصطلاح للبلقيني:607-ذيل المقدمة-و تدريب الراوي للسيوطي 2/385..و غيرهما.