الذي ختم اللّه له بالسعادة و الشهادة،و ظهر فيه مصداق قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة» [1].
و نقل الحائري [2]،عن السيّد نعمة اللّه الجزائري التستري،في كتابه الأنوار النعمانية [3]،قال:حدّثني جماعة من الثقات،أنّ الشاه إسماعيل لمّا ملك بغداد، أتى إلى مشهد الحسين عليه السلام و سمع من بعض الناس الطعن على الحرّ،أتى إلى قبره،و أمر بنبشه.فنبشوه،فرآه نائما كهيئته لمّا قتل،و رأوا على رأسه عصابة مشدود بها رأسه،فأراد الشاه-نوّر اللّه مضجعه-أخذ تلك العصابة لما نقل في كتب السير و التواريخ أنّ تلك العصابة هي دسمال *الحسين عليه السلام شدّ به رأس الحرّ لمّا أصيب في تلك الواقعة،و دفن على تلك الهيئة،فلمّا حلوا تلك العصابة،جرى الدم[من رأسه]حتى امتلأ منه القبر،فلمّا شدوا عليه تلك العصابة انقطع الدم،فلمّا حلّوها جرى الدم..و كلّما أرادوا أن يعالجوا قطع الدم بغير تلك العصابة لم يمكنهم،فتبيّن لهم حسن حاله.فأمر فبني على قبره بناء، و عيّن له خادما يخدم قبره.انتهى.
و عقّبه الحائري بقوله:و ما ذكره من الطعن لم أره إلاّ في كتابه؛فإنّه نقل عن بعض الطعن فيه،محتجا بأنّ خروجه عليه عليه السلام متيقن.و ما ورد في عفوه عليه السلام عنه،و قبول توبته خبر واحد..!و فيه ما فيه.انتهى.
و أقول:لا أتصور جهالة كجهالة هذا الطاعن،إلاّ جهالة من قال:إنّ خبر الغار دراية،و خبر الغدير رواية.و الرواية لا تعارض الدراية.فإنّ تلك و أمثالها من القضايا التي برهان فسادها معها.و كيف يمكن المناقشة في قبول