و لذا رد صاحب المدارك رحمه اللّه [1]رواية-هو في طريقها-،بجهالة الرجل.
و ضعّفه لذلك في الوجيزة [2].و اعترض الوحيد [3]رحمة اللّه عليه بأنّ الحكم بضعفه،بمجرد ما ذكر هنا-يعني رواية الكشي-لا يخلو من ضعف.
قلت:ليس تضعيف المجلسي،و صاحب المدارك..و غيرهما مبنيّا على ما في الكشي،بل على عدم ورود مدح يلحقه بالحسان،فيندرج في الضعفاء لا محالة.
نعم؛كان التعبير عنه ب:المجهوليّة أولى من التضعيف.لكنّه غير متعين بعد
[3]
أقول:ما أعظم و أجلّ هذا التحقيق الذي خالف مبنى جميع علماء الرجال،حتى نفس هذا المعاصر لا يقرّ بذلك،فإنّ حسن الراوي أو وثاقته لا يوجب عندهم حسن المروي عنه أو وثاقته إلاّ في موارد خاصة منصوص عليها صريحا بقولهم-فلان لا يروي إلاّ عن ثقة-و ذلك أنّ الثقة لا يشترط في وثاقته أن لا يروي إلاّ عن ثقة،بل يروي عن الثقات و الحسان و الضعاف،كما نجد ذلك بالوجدان،ثم لو كان ذلك دليلا على وثاقة المروي عنه لاستغنينا عن علم الرجال،و ذلك لمجرد رواية الكليني رضوان اللّه تعالى عليه نحكم بوثاقة كل من وقع في سلسلة السند،و هذا باطل عند أقل الطلبة،فكيف بالأعلام،فما أفاده المعاصر من الاعتراض ساقط،بل واه جدّا.