تكشف عن عدالته،لبعد تشريفه عليه السلام بهذا المنصب الشريف غير العادل،كما هو ظاهر.
إلاّ أن يقال:يراد بكونه خطيبا له،كونه خطيبا لأصحابه،و هم الأنصار، كما سمعت تصريحهم به،أو أنّه ذو لسان و براعة..لا أنّه منصوب للخطبة كما هو شائع في الاستعمالات،فتأمّل.
بقي هنا شيء؛و هو أنّ الشهيد الثاني رحمه اللّه..و غيره أشاروا بشهادة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم له بالجنة،إلى ما روي [1]من أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم افتقد ثابت بن قيس،فقال:«من يعلم لي علمه؟»،فقال رجل:أنا يا رسول اللّه(ص)!فذهب فوجده في منزله جالسا منكّسا رأسه، فقال:ما شأنك؟قال:شرّ،كنت أرفع صوتي فوق صوت رسول اللّه(ص) -يعني عند الخطبة-فقد حبط عملي،و أنا من أهل النار،فرجع إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأعلمه،فرجع إليه ببشارة عظيمة،فقال صلّى اللّه
[3]
الخلاصة:29 برقم 1،و ذكر أنّه خطيب الأنصار،قتل يوم اليمامة،و اغتراره بمثل الروايات التي وضعوها،و أمر بوضعها معاوية بن أبي سفيان لتشييد خلافة من تقدّمه، و لتثبيت خلافته،و يظهر جليّا لمن قارن بين الروايات التي ذكرت في مدح المترجم وضعها،و أنّ أيدي أثيمة وضعتها،فقد روى في اسد الغابة 229/1 ما تقدّم ذكره،فنظرة واحدة في سند الرواية تكفي في الجزم بوضعها،فإنّ رواتها بين ضعيف و مجهول عند العامة،و أبو هريرة معلوم الحال،و أمّا النظر في متن الرواية فتعلن بأنّها مجعولة؛لأنّ كلّهم من المشايعين لهم،و من أعداء آل محمد عليهم السلام،و هذه الرواية و نظائرها كثيرة،بذل معاوية الأموال الطائلة في وضعها للحطّ من مقام أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه و آله،و تثبيت أركان خلافة الخلفاء.
[1] أورد هذه الرواية في اسد الغابة 229/1 عن أنس بن مالك العثماني المذهب عدوّ أهل البيت عليهم السلام.