ثانيها: [مقتضى الحكمة الربانية عدم ترك الأمة حيارى تتشبّث بالظنون و غير ذلك..]
ما ذكره غير واحد منهم [1]؛من أنّ مقتضى الحكمة الربانيّة، و شفقة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمّة عليهم السلام أن لا يضيع من في أصلاب الرجال من الأمة و يتركوا حيارى يلتجؤون إلى التشبّث بظنون واهية و غيرها،بل يمهّد لهم اصول معتبرة يعملون [2]بها في الغيبة، كما هو الواقع و المعلوم بالتتبّع في أحوالهم،و التأمّل في الأحاديث الكثيرة الدالة على أنّهم أمروا أصحابهم بكتابة ما يسمعونه منهم و تأليفه،و العمل به في الحضور و الغيبة بالنصّ عليها،بقولهم:سيأتي زمان لا يستأنسون إلاّ بكتبهم [3]..و في الأحاديث الكثيرة الدالّة على اعتبار تلك الكتب، و الأمر بالعمل بها،و على أنّها عرضت على الأئمّة عليهم السلام فمدحوها و مدحوا صاحبها.
[1] منهم الشيخ الحر العاملي في خاتمة وسائل الشيعة 251/20-252 و غيره ممّا مرّ أو سنوافيك بمصادره.
[3] روى السيّد ابن طاوس رحمه اللّه في كشف المحجة:35،بإسناده إلى أبي عبد اللّه عليه السلام،قال:«أكتب!و بثّ علمك في إخوانك،فإن متّ فورّث كتبك بنيك،فإنّه يأتي على الناس زمان هرج ما يأنسون فيه إلاّ بكتبهم»،و رواه عنه الشيخ النوري في مستدرك وسائل الشيعة 292/17 حديث 21381،و جاء في مشكاة الأنوار:142، و منية المريد:341..و غيرهما،و ما هنا نقلا بالمعنى،كما لا يخفى. و حكاه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار 150/2 حديث 27. و انظر:اصول الكافي 52/1 حديث 11 باختلاف..و عنه في وسائل الشيعة 56/18 حديث 18[طبعة مؤسسة آل البيت 81/27 حديث(33263)].