و الأخبار المحفوفة بالقرائن القطعيّة أنّه كان دأب قدماء أصحابنا المعاصرين للأئمّة عليهم السلام إلى زمان المحمّدين الثلاثة،في مدّة تزيد على ثلاثمائة سنة،ضبط الأحاديث و تدوينها في مجالس الأئمّة عليهم السلام..و غيرها و المسارعة إلى إثبات ما يسمعونه، خوفا من تطرّق السهو و النسيان،و عرض ذلك عليهم،و كانت هممهم
[1]
-و هل هذا مثل أن يقال لم ير أحد من أصحاب الأئمّة الذين دوّنوا أسماءهم في رجال الشيعة أحدا من الأئمّة عليهم السلام و لم يسمعوا منه شيئا،بل كانوا يفترون عليهم؟ أو يقال:لم يكن جماعة موسومون بتلك الأسامي،بل وضعت الشيعة تلك الأسامي من غير أصل؟و تقول اليهود و النصارى لم يبعث رجل مسمّى ب:محمّد!..بأمثال تلك الخرافات؟ و بالجملة؛لا ريب في أنّ مذاهب الناس و عقائدهم إنّما يؤخذ من خواصهم و أحبّائهم دون المنحرفين عنهم و المنخرطين في سلك أعدائهم،و هذا من أجلى الواضحات. و لعمري!كيف لا يكذّبون أصحاب أبي حنيفة و الشافعي و مالك..و أضرابهم فيما ينسبون إليهم و يكذّبون أصحاب أئمتنا عليهم السلام في ذلك؟! و أعجب من ذلك أنّهم يعتمدون على اصولهم المشحونة بالأباطيل و الأكاذيب المرويّة عن جماعة من المنافقين ظهر على الناس فسقهم و كذبهم و لا يلتفتون إلى ما يرويه أفاضل الشيعة في اصولهم مع كونهم معروفين بين الفريقين بالورع و الزهد و الصدق و الديانة؟! و هل هذا إلاّ لمحض العصبية و العناد؟! ..إلى آخر ما أفاده طاب رمسه و خلّد الباري ذكره.