responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنقيح المقال في علم الرجال نویسنده : المامقاني، الشيخ عبد الله    جلد : 0  صفحه : 64

المقدمة(ق 1)

الصفحة 64

و لقد قيل له قدّس سرّه مرارا:إنّك إذا انتقلت إلى رحمة اللّه تعالى فبقاء ولديك-مع كونهما من أهل العلم و الفضل-بلا مسكن ليس على ما ينبغي، فيقول:إنّ لهما اللّه تعالى،و إنّه إن شاء جعلهما صاحبي مساكن و إن لم يشأ يذهب منهما ما أخلّفه لهما من المسكن،كما ذهبت أملاكي و بلغت فقيرا،ثمّ رقاني اللّه تعالى و جعلني من ترون.

و من حسن نيته و كرامته نسكن أنا و الأخ الأعظم كلّ منّا في دار مملوكة من هديّة حلال،و قد هيّأ اللّه تعالى داري بعد فوته قدّس سرّه.

و قد كان قدّس سرّه في زمان فاقته يلبس الخام الأزرق،فلمّا ترقّى لم يتغير لباسه و لا لباسنا و لا مأكله و لا مأكلنا،و لا استعدّ بأثاث البيت على ما ينبغي،حتّى أنّه كان مأكلنا و ملابسنا و أثاث بيتنا ممّا يضرب به المثل بين أهل العلم،و قد كنّا نأخذ في كلّ يوم أوقية من اللحم-بالعيار السابق الناقص عن عيار اليوم-و كان عيالنا فوق العشرة،و كنّا نخرج ماءه الأوّل قليلا يختص به الشيخ قدّس سرّه لضعفه،و نستخرج منه ماء ثانيا يثردون به العيال،و نضيف إلى اللحم شيئا نجعله مرقا للّيل!!.

و قد كان قدّس سرّه يفرّ من الرئاسة فراره من الأسد..و لا يسبّب أسبابها، بل كان ينفّر الناس عن نفسه،و من لاحظ بلوغه في العزّ و الجلال إلى المرتبة العليا-مع ما به من تنفير الناس و إعراضه عنهم و تهيئة بعض معاصريه أسباب نفرة الناس عنه-علم أنّه آية اللّه العظمى،و أنّ العزّ بيد اللّه تعالى،و أنّه هو مسبّب الأسباب،و أنّ أسباب العبد لا أثر لها،و لعمري إنّ بعض أصحاب معاصريه كلّما كان يهيّئ أسباب نزوله قدّس سرّه يترقّى،و كان السبب المنشأ لنزوله سببا لعزّه و ترقّيه.

نام کتاب : تنقيح المقال في علم الرجال نویسنده : المامقاني، الشيخ عبد الله    جلد : 0  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست