responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 2  صفحه : 307

فابدت لي بعض حقائق الأمور حتى صرت عالما علم اليقين بأن الحق في هذه الدار باطل و الباطل حق و ان حديثها بات يروى بأبخس الأثمان، فعقدت العزم على ترك الأمم في ميادين جريها ساعيا الى معانقة الكهوف تلبسني لباس العزلة اقضي ما تبقّى من قليل صبابة الايام بعيدا عن مسالك الانام في ديار الغفلة خوفا من أن يؤدي بي مواصلة السير الى جري القلم في سوح ملاعب خيل العامة أو الخاصة فاتهم بحيف و عدوان لا تصلحه التوبة و لا تطفئ لظى جمره المثلة، فأصبح هدفا لمواقع السهام، ترميني تارة بمخالفة السلف و شق عصا المسلمين بأعين العامة و أخرى بعدم قبول مقالة المشهور بمنظار الخاصة أو الرفض لمناهج الدين و الشك في صحة أخبار المخبرين و النقد لحديثهم عن الجبارين بترك القول عن حياة صنوف الخلق أجمعين من أنهم كيف عاشوا و كيف الى مزالق الانحطاط عادوا بعد رقيهم في عهد قائدهم الأعظم و انه كيف راحت الاقلام تجري لمدح الظالمين أداء لحق الاسخياء المنعمين جزيل العطايا من بيت مال المسلمين.

فأوقفت جري القلم مخافة أن تترى عليّ السهام كشئابيب المطر حتى اغلظ القلم لي الخطاب و كرّر علي العتاب فاطلقت له طرفا من العنان خجلا و حياء من أن اتهم عنده بالجبن و النفاق أو بالعجز عن متابعة السباق فراح يجري مقيدا ببعض القيود يرسم سطرا من كتاب خطّه القدر بدماء الشهداء و الاحرار، فوقفت مبهوتا أكاد أن أكون من المعدمين أنظر جري القلم فيما يرسم من حقائق الأمور و يروي من كوارث الدهور، و يسطر من نوادر المقدور من عجب عجاب لحديث عهد بالاسلام يروي عشرات الالوف من الأخبار التي ما ادعى رواية عشر معشارها السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار فعلمت أن أمة تصدّق في نقل الحديث ما لا يعقل أمرها لمريب في

نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 2  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست