responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 1  صفحه : 329

أراد أن لا يصحبه إنسان إلاّ على بصيرة.

قال: ثم سار منها، فقال رجل ممن كان معه: اللّه أكبر، فقال الحسين: «ممّ كبرت» ؟ قال: رأيت نخيل الكوفة، فقال الأسديان: إنّ هذا مكان ما يرى فيه نخل الكوفة، قال الحسين: «فما تريانه» ؟ قالا: و اللّه، نرى أسنّة الرماح و آذان الخيل، فقال: و أنا و اللّه أرى ذلك، ثم قال عليه السّلام: «فهل لنا ملجأ نلجأ إليه فنجعله في ظهورنا، و نستقبل القوم بوجه واحد؟ فقالا: بلى، هذا «ذو حسم» إلى جنبك تميل إليه عن يسارك، فإن سبقت القوم إليه فهو كما تريد، فأخذ إليه ذات اليسار، و أنا معه فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادي الخيل فتبيّناها و عدلنا، فلما رأونا عدلنا عن الطريق عدلوا إلينا، كأنّ أسنتهم «اليعاسيب» و كأنّ راياتهم «أجنحة الطير» ، فاستبقنا إلى ذي حسم، فسبقناهم إليه، و أمر الحسين عليه السّلام بأبنية فضربت فنزل فيها، و جاء القوم زهاء ألف فارس مع-الحر بن يزيد الرياحي التميمي -، فأتى حتى وقف هو و خيله مقابل-الحسين-في حرّ الظهيرة، و الحسين و أصحابه معتمون متقلدو أسيافهم، فقال الحسين لأصحابه: «اسقوا القوم، و أرووهم من الماء، و رشفوا الخيل ترشيفا.

فسقوهم حتى ارتووا، و كانوا شاكين في السلاح لا يرى منهم إلاّ الحدق، و أقبلوا يملئون القصاع و الطساس من الماء، ثم يدنونها من الفرس، فإذا عبّ فيها ثلاثا أو أربعا أو خمسا عزلت عنه، و سقي آخر حتى سقوها عن آخرها.

قال عليّ بن طعان: فكنت مع الحر يومئذ، فجئت في آخر من جاء من أصحابه، فلما رأى الحسين ما بيّ و بفرسي من العطش، قال لي: «أنخ الراوية» فلم أفهم، لأنّ الراوية عندي السقاء، فقال: «أنخ الجمل» ،

نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست