نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 289
و كان مختفيا عند بعض الشيعة بالبصرة، فلمّا رآه ابن زياد لم يكلّمه بشيء دون أن قدمه فضرب عنقه صبرا، ثم أمر بصلبه، ثم صعد المنبر، و قال: يا أهل البصرة! إني نكل بمن عاداني، سمام لمن نابذني، و إني لا تقرن بي الصعبة، و لا يقعقع لي بالشنآن، قد انصف القارة من راماها.
يا أهل البصرة! إن أمير المؤمنين يزيد قد ولاني الكوفة، و أنا سائر إليها غدا، و قد استخلفت عليكم أخي-عثمان بن زياد-فإياكم و الخلاف و الأرجاف، فو الذي لا إله غيره لئن بلغني أنّ رجلا منكم خالف لأقتلنه؛ و عريفه، و وليه، و لآخذن الأقصى بالأدنى حتّى تستقيموا لي، فلا يكون فيكم مخالف و لا مشاق، أنا ابن زياد اشبهه من بين وطأ الحصا؛ و لم ينزعني شبه خال و لا عم.
فلما كان من الغد نادى في الناس، و خرج من البصرة يريد «الكوفة» و معه: أبو قتيبة مسلم بن عمرو الباهلي؛ و المنذر بن الجارود العبدي، و شريك بن عبد اللّه الهمداني، فلم يزل يسير حتّى بلغ قريبا من الكوفة، ثمّ نزل فلمّا أمسى و جاء الليل دعا بعمامة سوداء، فاعتجر بها متلثما، ثمّ تقلّد سيفه، و توشح قوسه، و تنكّب كنانته، و أخذ في يده قضيبا، و استوى على بغلة له شهباء، و ركب أصحابه، و سار حتى دخل الكوفة من طريق البادية، و ذلك في ليلة مقمرة، و الناس يتوقعون قدوم الحسين.
فجعلوا ينظرون إليه و إلى أصحابه، و هو في ذلك يسلم عليهم، و هم لا يشكون في أنّه-الحسين بن عليّ-، فهم يمشون بين يديه و يقولون: مرحبا بك، يا ابن رسول اللّه! قدمت خير مقدم، فرأى عبيد اللّه من تباشير النّاس ما ساءه، فسكت و لم يكلّمهم و لا ردّ عليهم شيئا.
فتكلّم مسلم بن عمرو الباهلي، فقال: إليكم عن الأمير، يا ترابية!
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 289