ثمّ إنّه عليه السّلام نفض رداءه و قام، فقال معاوية لأصحابه: ذوقوا وبال أمركم، فقالوا: و اللّه، ما ذقنا مثل ما ذقت، فقال: أ لم أقل لكم: إنكم لم تنتصروا من الرّجل فلا أطعتموني إذ نهيتكم، و لا انتصرتم إذ فضحكم، و اللّه، ما قام حتّى أظلم عليّ البيت، و هممت أن أبطش به؛ فليس فيكم خير اليوم، و لا قبل اليوم، و لا بعده.
و سمع-مروان بن الحكم-ما لقي-معاوية-و أصحابه من-الحسن-، فأتى معاوية فوجد عنده عمرا؛ و الوليد بن عقبة؛ و عمرو بن عثمان؛ و عتبة؛ و المغيرة؛ فسألهم عمّا بلغه من أمر الحسن؟ فقالوا: قد كان ذلك، فقال لهم مروان: أ فلا أحضرتموني؟ فلو حضرت لسببته و أهل بيته سبّا تتغنّى به الإماء و العبيد؟ فقالوا له: الآن لم يفتك شيء، لما يعلمون من ذرابة لسان مروان و فحش منطقه، فأرسل إليه معاوية، فأتى-الحسن-فجلس على السرير بين-معاوية و عمرو-فقال معاوية: ما أرسلت إليك، و لكن مروان أرسل إليك، فقال مروان: أنت، يا حسن! السّاب رجال قريش؟ فو اللّه، لأسبّنك و أباك و أهل بيتك سبّا تتغنى به الإماء و العبيد؟
فقال الحسن: «الحمد للّه ما زادك اللّه يا مروان! بما خوفت إلا طغيانا، كما قال اللّه عزّ و جلّ: وَ نُخَوِّفُهُمْ فَمٰا يَزِيدُهُمْ إِلاّٰ طُغْيٰاناً كَبِيراً الاسراء/60، أ لست أنت و ذريتك يا مروان! الشجرة الملعونة في القرآن الكريم؟ سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يلعنك-ثلاث مرات» .
فكبّر معاوية، و خرّ ساجدا، و كان ذلك نصرة للحسن بن علي عليهما السّلام ثم قاموا و تفرقوا، و لبعض شعراء أهل البيت عليهم السّلام فيهم من المدح:
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 176