و حكى جماعة أنّه وشي بالشيخ إلى الخليفة العبّاسي بأنّه و أصحابه يسبّون الصحابة،و كتابه المصباح يشهد بذلك،فانّه ذكر أنّ من دعاء يوم عاشوراء«اللّهم خصّ أنت أول ظالم باللّعن منّي...الخ»فأجاب بأنّ المراد بالأوّل قابيل قاتل هابيل و هو أول من سنّ القتل و الظلم،و بالثاني عاقر ناقة صالح،و بالثالث قاتل يحيى، و بالرابع عبد الرحمن بن ملجم قاتل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فرفع الخليفة شأنه و انتقم من الساعي و أهانه [1].
أقول:هو شيخ الطائفة بالاستحقاق،و هو المراد من التعبير بالشيخ ممّن بعده في الفقه و الاصول و الرجال بالإطلاق،و على كتبه صار بعده المدار في جميع الأعصار و الأدوار.
إلاّ أنّ تأليفه لتهذيبه و استبصاره صار سببا لخلط الأخبار الآحادية المجرّدة عن القرائن بالأخبار المحفوفة بها،فانّ قبله كانوا لا يروون في كتب العمل إلاّ المشتهرة، و أمّا الأخبار النادرة فكانوا يذكرونها في كتب الرواية،و عليه جرى الكليني و الصدوق.
قال الأوّل في أوّل كافيه:و قلت:إنّك تحبّ أن يكون عندك كتاب كاف يجمع من جميع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلّم و يرجع إليه المسترشد و يأخذ منه من يريد علم الدين و العمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السّلام(إلى أن قال)و قد يسرّ اللّه-و له الحمد-تأليف ما سألت و أرجو أن يكون بحيث توخّيت...الخ [2].
و في أوّل الفقيه:و لم أقصد فيه قصد المصنّفين في إيراد جميع ما رووه،بل قصدت إلى إيراد ما افتي به و أحكم بصحّته و أعتقد فيه أنّه حجّة في ما بيني و بين ربّي تعالى،و جميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة...الخ [3].
و أوّل من خلط بينها الشيخ في كتابيه،فعل ذلك لأجل دفع الطعن عن اختلاف