و إذا استطال الشيء قام بنفسه و صفات ضوء الشمس تذهب باطلا [1] أقول:قال سبط ابن الجوزي:فضائله أظهر من الشمس و القمر،و أكثر من الحصى و المدر،و روى مجاهد:أنّ رجلا قال لابن عبّاس:ما أكثر فضائل عليّ-عليه السّلام-!و إنّي لأظنّها ثلاثة آلاف،فقال له:هي إلى الثلاثين ألفا أقرب من ثلاثة آلاف؛ثم قال:لو أنّ الشجر أقلام،و البحور مداد و الإنس و الجنّ كتّاب و حسّاب ما أحصوا فضائل عليّ-عليه السّلام- [2].
و فيه:قال ابن عبّاس:كانت امّه إذا دخلت على هبل لتسجد له [3]علا عليّ-عليه السّلام-بطنها فيتقوّس فيمنعها من السجود،فسمّي عليّا لهذا [4].
و فيه:روي أنّ فاطمة بنت أسد كانت تطوف بالبيت و هي حامل بعليّ -عليه السّلام-فضربها الطلق،ففتح لها باب الكعبة فدخلت فوضعته فيها [5].
و في مقاتل أبي الفرج:كان النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-أخذ عليّا -عليه السّلام-من أبيه و هو صغير في سنة أصابت قريشا و في قحط نالهم،و أخذ حمزة جعفرا،و أخذ العبّاس طالبا ليكفوا أباهم مئونتهم و يخفّفوا عنه ثقلهم،و أخذ أبوهم عقيلا لميله إليه،فقال النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-:اخترت من اختار اللّه تعالى عليكم عليّا [6].
[1] نقله الكراچكي في كنز الفوائد:281/1،و ذكره البرقوقي في شرح ديوان المتنبّي ممّا استدركه من ذيل لشرح الواحدي و في رسالة جمعها الفاضل الشيخ عبد العزيز الميمني،انظر الشرح:523/2، 546.
[3] الخبر منقول من طريق العامة،كما لا يخفى؛و إلاّ فاعتقادنا فيهم-صلوات اللّه عليهم-انّهم كانوا أنوارا في الأصلاب الشامخة و الأرحام المطهّرة،ما زالوا يتنقّلون من أصلاب الموحّدين إلى أرحام الموحّدات.