بخلافة هؤلاء العبّاسيّة و خلافة الامويّة؛و هؤلاء العبّاسيّة كانوا يسبّون اولئك الثلاثة،و الخلفاء الامويّة كانوا يسبّون اللّه تعالى و رسوله-صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-و لم يمكنهم عدم الالتزام بخلافتهم،فهل كان لثلاثتهم قرن أو ذنب لم يكن لهؤلاء؟فان كان الأصل في الثلاثة بيعة جمع لهم كان ذلك فيهم، و تخصيص اولئك بالراشدين تحكّم،و إنّما كانوا عاملين على مقتضى عصرهم؛ مع أنّ الثالث كان أغوى من الطبقتين-الامويّة و العبّاسيّة-كما هو واضح لمن التفت إلى أحداثه حتّى اضطرّ الناس إلى قتله،و لا سيّما في عصر جمع شاهدوا النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-و سيرته،و لعمري!راشديّة اولئك مثل مرشديّة فرعون،فقال لقومه: «وَ مٰا أَهْدِيكُمْ إِلاّٰ سَبِيلَ الرَّشٰادِ» [1].
عبد اللّه بن أبي محجن الثقفي
روى ابن قتيبة في خلفائه:أنّه قدم من عند عليّ-عليه السّلام-على معاوية، فقال له:أتيتك من عند العييّ الجبان البخيل،ابن أبي طالب.
فقال معاوية له:أنت تدري ما قلت؟أمّا قولك:«إنّه العييّ»فو اللّه لو أنّ ألسن الناس جمعت فجعلت لسانا واحدا لكفاها لسان عليّ.و أمّا قولك:«إنّه جبان»فثكلتك امّك!هل رأيت أحدا بارزه عليّ إلاّ قتله؟و أمّا قولك:«إنّه بخيل»فو اللّه لو كان له بيتان أحدهما من تبر و الآخر من تبن لأنفد تبره قبل تبنه.
فقال الثقفي:فعلام تقاتله اذن؟قال:على دم عثمان و على هذا الخاتم الّذي من جعله في يده جازت طينته و أطعم عياله و ادّخر لأهله!