أقول:هو وهم من الخلاصة،فأخذه عن النجاشي،و النجاشي إنّما عنون «عبد اللّه بن العلاء»لا هذا بتصديق إيضاحه الّذي مختصّ بضبط ما فيه؛ و غفل عن عنوان ابن داود أيضا له،إلاّ أنّه استند إلى الخلاصة.
و تقدّم في الحسين بن أبي العلاء أنّ الكشي قال:«و أخوه عبد اللّه بن أبي العلاء»و استظهرنا كونه محرّف«عبد الحميد بن أبي العلاء»بقرينة قول النجاشي.و لو فرض صحّته فهو غير هذا إن فرض صحّة هذا،لأنّ هذا متأخّر يروي النجاشي عنه بواسطتين،كما يأتي.
عبد اللّه بن أبي عون عبد الملك بن يزيد
روى الطبري:أنّ المهديّ عاد أبا هذا لمّا مرض،فقال أبوه للمهدي:
حاجتي أن ترضى عن عبد اللّه بن أبي عون و تدعو به،فقد طالت موجدتك عليه؛فقال:يا أبا عون!إنّه على غير الطريق و على خلاف رأينا و رأيك،إنّه يقع في الشيخين و يسيء القول فيهما؛فقال أبو عون للمهدي:هو و اللّه على الأمر الّذي خرجنا عليه و دعونا إليه،فان كان قد بدا لكم فمرونا بما أحببتم حتّى نطيعكم [1].
و يصدّق ما قاله أبو عون للمهديّ أنّ الناس لمّا بايعوا السفّاح أوّل العبّاسيّة و رقى المنبر للخطبة،قال عمّه داود بن عليّ:ما رقاه على الحقّ غيره إلاّ عليّ بن أبي طالب-عليه السّلام- [2].
و قبحا لمذهب هذا اصوله!فكانوا قرنا بعد قرن يتقرّبون إلى اللّه تعالى