و في الطبري:إنّ ناسا اجتمعوا فتذاكروا أعمال عثمان و أجمعوا على أن يبعثوا رجلا يخبره بأحداثه،فأرسلوا إليه عامر بن عبد اللّه التميمي ثمّ العنبري، و هو الّذي يدعى«عامر بن قيس»فأتاه،فقال له:إنّ ناسا من المسلمين اجتمعوا فنظروا في أعمالك فوجدوك قد ركبت امورا عظاما،فاتّق اللّه!و تب إليه و انزع عنها.
فقال عثمان:انظروا إلى هذا!فانّ الناس يزعمون أنّه قارئ ثمّ هو يجيئني فيكلّمني في المحقّرات،فو اللّه ما يدري أين اللّه!(إلى أن قال)فجمع عثمان معاوية و عمرو بن العاص و سعيد بن العاص و ابن أبي سرح و عبد اللّه بن عامر، و قال لهم:أنت وزرائي فأشيروا عليّ في الناس،فكلّ رأى له رأيا [2].
و في معارف ابن قتيبة:عامر بن عبد اللّه العنبري هو عامر بن عبد اللّه بن عبد قيس من ولد كعب بن جندب من بني العنبر،يكنّى أبا عبد اللّه،و كان خيّرا فاضلا؛و رآه عثمان يوما في دهليزه فرأى شيخا ثطا أشعى في عباءة،فأنكر مكانه و لم يعرفه،فقال:يا أعرابي!أين ربّك؟فقال:بالمرصاد [3].
و من الغريب!أنّ سيف الوضّاع وضع لتسيير عثمان له دفعا للطعن عنه:
أنّ قوما سعوا عنده أنّ عامرا لا يرى التزوّج و لا يأكل اللحم و لا يشهد الجمعة، فأمر ابن عامر بتسييره،فانكشف عند معاوية خلاف ذلك [4].