في شرح ابن أبي الحديد:جاء رجل إلى عمر،فقال:إنّ ضبيعا التميمي لقينا،فجعل يسألنا عن تفسير حروف من القرآن؛فقال:اللّهمّ أمكنّي منه.
فبينا عمر يوما جالس يغدّي الناس إذ جاءه الضبيع!و عليه ثياب و عمامة،فتقدّم فأكل،حتّى إذا فرغ،قال لعمر:ما معنى قوله تعالى:
«وَ الذّٰارِيٰاتِ ذَرْواً فَالْحٰامِلاٰتِ وِقْراً» ؟قال:ويحك أنت هو!فقام إليه،فحسر عن ذراعيه،فلم يزل يجلده حتّى سقطت عمامته فاذا له ضفيرتان.فقال:
و الّذي نفس عمر بيده!لو وجدتك محلوقا لضربت رأسك؛ثمّ أمر به،فجعل في بيت؛ثمّ كان يخرجه كلّ يوم فيضربه مائة،فاذا برأ أخرجه فيضربه مائة اخرى؛ثمّ حمله على قتب و سيّره إلى البصرة؛و كتب إلى أبي موسى يأمره أن يحرّم على النّاس مجالسته،و أن يقوم في النّاس خطيبا ثمّ يقول:إنّ ضبيعا ابتغى العلم فأخطأه.فلم يزل وضيعا في قومه و عند الناس حتّى هلك؛و كان من قبل سيّد قومه [1].
قلت:سبحان اللّه!هل يفعل بمن أراد تعلّم المراد من كلام ربّه و كتابه ما يفعل بمبتدع في الدين؟أم كيف سمّوه فاروقا!
الضحّاك،أبو بحر
قال:عدّه الشيخ في رجاله-في الألف-بعنوان الأحنف،و الضحّاك لقبه و اسمه الأحنف؛تبعنا في ذلك رجال الشيخ،و إلاّ فقد بيّنا في عنوان الأحنف