و كان عمر يثني عليه،و يتمنّى عند موته أن يقلّده لو صلح أن يناله [2].
و أمّا ما مرّ في خبّاب عن عليّ-عليه السّلام-«و صهيب سابق الروم» [3]و ما رواه العامّة«نعم العبد صهيب لو لم يخف اللّه لم يعصه» [4]و ما عن المجمع في تفسير قوله تعالى: «وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ» أنّه نزلت في سلمان و أبا ذرّ و صهيب [5]،فأسبقيّته لا ينافي كونه عبد سوء،و ليس كلّ فرد منهم من صالحي السريرة.
أقول:أمّا عدّ الشيخ له في أصحاب رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-كما نقل،فصدّقه الوسيط و قرّره الجامع،إلاّ أنّي لم أقف فيه إلاّ على«صهيب بن سنان»المتقدّم؛و لم يذكر أحد ممّن كتب في الصحابة«صهيبا»في مواليه -صلّى اللّه عليه و آله-و إنّما اختلفوا في«صهيب بن سنان»أنّه كان مولى«ابن جدعان التيمي»أو حليفه.
ففي أنساب البلاذري:قال الكلبي و غيره:كان سنان عاملا لكسرى على الابلة من قبل النعمان بن المنذر،و كانت منازلهم بأرض الموصل-و يقال:
كانوا في قرية على شاطئ الفرات ممّا يلي الجزيرة-فأغارت الروم على ناحيتهم،فسبت صهيبا-و هو غلام صغير-فنشأ بالروم،فصار ألكن؛فابتاعه
[2] لم أظفر في كتبهم المتداولة على تمنّيه ذلك عند موته.نعم،في اسد الغابة و غيرها:أنّ عمر دخل على حائط لصهيب(إلى أن قال)فقال له عمر:ما فيك شيء أعيبه يا صهيب إلاّ ثلاث خصال لو لا هنّ ما قدّمت عليك أحدا،انظر اسد الغابة:32/3.