إن أنت لم تلق من تيم أخا صلف و من عديّ لحقّ اللّه جحّادا أو من بني عامر أو من بني أسد رهط العبيد ذوي جهل و أوغادا أو رهط سعد،و سعد كان قد علموا عن مستقيم صراط اللّه صدّادا قوم تداعوا زنيما ثمّ سادهم لو لا خمول بني زهر لما سادا و كان سعد ممّن قعد عن عليّ-عليه السلام-و أبى أن يبايعه في من ذكرنا من القعّاد عن بيعته؛فأعرض عنهم عليّ-عليه السلام-و قال:«و لو علم اللّه فيهم خيرا لأسمعهم و لو أسمعهم لتولّوا و هم معرضون» [1].
و روى سليم بن قيس في أصله:انّ سعدا إمام المذبذبين [2].
و روى الذهبي في عمر بن أبي عائشة عن عامر بن سعد:أن عمّارا قال لسعد:أ لا تخرج مع عليّ؟أما سمعت النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-يقول فيه:
«يخرج طائفة من امّتي يمرقون من الدين،يقتلهم عليّ بن أبي طالب»ثلاث مرّات؟قال:صدقت،و اللّه!لقد سمعته،و لكن أحببت العزلة.
و أمّا قوله العامّة:إنّه أحد العشرة المبشّرة،فان كان خبرهم في ذلك حقّا يكون دين الإسلام باطلا،لأنّه تضمّن للجمع بين الأضداد،و هو من المحالات العقليّة.
و في معارف ابن قتيبة:جمع له النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-أبويه فقال:إرم فداك أبي و امّي!و قال:هذا خالي،فليأت كلّ رجل بخاله [3].
قلت:أما خبر جمع النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-له أبويه:فنظير خبر عشرتهم من الأخبار الموضوعة،و الواضع له ابن بنته سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف،كما مرّ فيه.