و روى الطبري عن محمد بن بشر الهمداني في ذكر كتاب أهل الكوفة إلى الحسين-عليه السّلام-بمكّة أوّلا مع عبد اللّه بن سبع و عبد اللّه بن وال.ثمّ بعد يومين مع قيس بن مسهر و عبد الرحمن الأرجبي و عمارة السلولي.قال:ثمّ لبثنا يومين آخرين،ثمّ سرّحنا إليه هاني بن هاني السبيعي و سعيد بن عبد اللّه الحنفي (إلى أن قال)فكتب الحسين-عليه السّلام-إليهم:أمّا بعد:فانّ هانيا و سعيدا قدما عليّ بكتبكم،و كانا آخر من قدم عليّ من رسلكم [1].
و في الطبري أيضا بعد ذكر دخول مسلم الكوفة و قراءته كتاب الحسين -عليه السّلام-عليهم و أخذهم في البكاء،و قيام عابس الشاكري و قوله لمسلم:
«إنّي لا اخبرك و لا أعلم ما في أنفسهم و ما اغرّك منهم،و اللّه!احدّثك عمّا أنا موطن نفسي عليه،و اللّه!لاجيبنكم إذا دعوتم و لاقاتلنّ معكم عدوّكم و لأضربنّ بسيفي دونكم حتّى ألقى اللّه،لا اريد بذلك إلاّ ما عند اللّه»ثمّ قيام حبيب بن مظاهر و قوله:«و أنا و اللّه الّذي لا إله إلاّ هو!على مثل ما هذا عليه»ثمّ قال الحنفي مثل ذلك [2].
قال المصنّف:روى الطبري:لمّا صلّى الحسين-عليه السّلام-الظهر صلاة الخوف،اقتتلوا بعد الظهر،فاشتدّ القتال،و لمّا قرب الأعداء من الحسين -عليه السّلام-و هو قائم بمكانه استقدم الحنفي أمام الحسين-عليه السّلام- فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يمينا و شمالا و هو قائم بين يدي الحسين-عليه السّلام-يقيه السهام طورا بوجهه و طورا بصدره و طورا بيده و طورا بجنبه،فلم يكد يصل إلى الحسين-عليه السّلام-شيء من ذلك حتّى سقط الحنفيّ إلى الأرض،و هو يقول:اللّهمّ العنهم لعن عاد و ثمود اللّهمّ أبلغ نبيّك عنّي