و قد أسبقنا رواية الكشّي-هذه-في بزيع،كما أسبقنا في بيان رواية عنه متضمّنة لتفسير الصادق-عليه السّلام-قوله تعالى: «هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلىٰ مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيٰاطِينُ تَنَزَّلُ عَلىٰ كُلِّ أَفّٰاكٍ أَثِيمٍ» [1]بسبعة،و عدّ منهم الحرث الشامي.
أقول:ليس خبر الكشّي كما قال الخلاصة:«الحرث و حمزة ملعونان»بل هكذا«ثمّ ذكر أبو عبد اللّه-عليه السّلام-الحرث الشامي و بنان فقال:كانا يكذبان على عليّ بن الحسين-عليه السّلام-».
فتراه تضمّن أنّ هذا و بنان(لا هذا و حمزة)كانا يكذبان على السجّاد -عليه السّلام-لا إنّهما ملعونان،و إنّما لعن في الخبر جمعا آخر؛ففيه بعد ما تقدم «ثمّ ذكر المغيرة بن سعيد و بزيعا و السري و أبا الخطّاب و معمّرا و بشّار الشعيري،و حمزة البربري و صائد النهدي،فقال:لعنهم اللّه،فانّا لا نخلو من كذّاب».
و منشأ وهم الخلاصة أنّه تبع ابن طاوس فانّه عنون الحرث و حمزة و قال:
«ملعونان،الطريق سعد»الى أن قال:«عن أبي عبد اللّه-عليه السّلام-».
و لا يرد عليه شيء بالنسبة إلى لفظ الخبر،لكن يرد عليه جعل هذا ملعونا كحمزة و إن كان كذبه على السجّاد-عليه السّلام-فوق الملعونيّة.
كما أنّ في الكشّي روايتين متضمّنتين لتفسير الآية بسبعة هذا أحدهم (لا رواية،كما قال المصنّف)و الأخبار الثلاثة مذكورة في الكشّي في أبي الخطاب [2].