و ما عن الملل من وقوفه على كتاب منسوب إليه وقفت عليه في مكتبة الطهراني في كربلاء [1]و هو كما قال كتاب حسن مشتمل على أدلّة متقنة.
هذا،و الرجل كما رأيت مختلف فيه،إلاّ أنّ الأحسن حسنه و تقواه و تقيّته.
فقال ابن أبي الحديد:روى الواقدي أنه سئل عن عليّ-عليه السّلام-و كان يظنّ به الانحراف-و لم يكن كما يظنّ-فقال:ما أقول في من جمع الخصال الأربع؟:ائتمانه على براءة،و ما قال له في غزوة تبوك فلو كان غير النبوّة شيء يفوته لاستثناه [2]و قول النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-الثقلان كتاب اللّه و عترتي و إنّه لم يؤمّر عليه أمير قطّ و قد امّرت الامراء على غيره [3].
و روى أبان بن أبي عيّاش،قال:سألت الحسن عن عليّ-عليه السّلام- فقال:ما أقول فيه؟كانت له السابقة و الفضل و العلم و الحكمة و الفقه و الرأي و الصحبة و النجدة و البلاء و الزهد و القضاء و القرابة،إنّ عليّا كان في أمره عليّا، رحم اللّه عليّا و صلّى عليه.فقلت:أ نقول:«صلّى عليه»لغير النبيّ -صلّى اللّه عليه و آله-؟فقال:ترحّم على المسلمين إذا ذكروا و صلّ على النبيّ و آله و عليّ خير آله.فقلت:أ هو خير من حمزة و جعفر؟قال:نعم.قلت:و من فاطمة و ابنيها؟قال:نعم،و اللّه إنّه خير آل محمّد!و من يشك أنّه خيرهم؟و قد قال النبيّ -صلّى اللّه عليه و آله-:«و أبو هما خير منهما»و لم يجر عليه اسم شرك و لا شرب خمر،و قد قال النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-لفاطمة-عليها السّلام-:
«زوّجتك خبر امّتي»فلو كان في امّته خير منه لاستثناه،و لقد اخى بين أصحابه فآخى بين عليّ و نفسه،فرسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-خير الناس نفسا و أخا.فقلت:فما هذا الّذي يقال عنك إنّك قلته في عليّ-عليه السّلام-؟
[1] هو الشيخ عبد الحسين الطهراني المتوفّى 1286 ه.ق.