البصري كتبها إلى عبد الملك و قد سأله عن القول بالقدر و الجبر،فأجاب بما يوافق مذهب القدريّة و استدلّ فيها بآيات من الكتاب و دلائل من العقل،و لعلّها لواصل بن عطاء؛فما كان الحسن ممّن يخالف السلف في أنّ القدر خيره و شرّه من اللّه تعالى [1].
و قال المرتضى:إنّه أحد من تظاهر من المتقدّمين بالعدل(إلى أن قال) و يقال:إنّ ام سلمة-رضي اللّه عنها-كانت تأخذ الحسن إذا بكى فتسكته بثديها فكان يدرّ عليه فيقال:إنّ الحكمة الّتي أوتيها الحسن بن ذلك(إلى أن قال)و روى أبو بكر الهذلي:انّ رجلا قال للحسن:يا أبا سعيد إنّ الشيعة تزعم أنّك تبغض عليّا-عليه السّلام-فأكبّ يبكي طويلا ثمّ رفع رأسه،فقال:لقد فارقكم بالأمس رجل كان سهما من مرامي اللّه-عزّ و جلّ-على عدوّه و ربانيّ هذه الامّة و شرفها و فضلها و ذو قرابة من النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-قريبة،لم يكن بالنؤمة عن أمر اللّه و لا بالغافل عن حقّ اللّه و لا بالسروقة من مال اللّه، أعطى القرآن عزائمه في ماله و عليه،فأشرب منها على رياض مؤنقة و أعلام مبيّنة،ذلك عليّ بن أبي طالب،يا لكع! [2].
و كان إذا أراد أن يحدّث في زمن بني اميّة عن عليّ-عليه السّلام-قال:قال أبو زينب [3].
و يأتي في«سليم بن قيس»أنّ سليم بن قيس أخذ من أبان بن أبي عيّاش عهودا و مواثيق و سلّم إليه كتابه المتضمّن لهلاك الامّة إلاّ الشيعة قال سليم:
فكان أوّل من لقيت بعد قدومي البصرة الحسن البصري و هو يومئذ متوار عن الحجّاج،و الحسن يومئذ من شيعة عليّ-عليه السّلام-من مفرطيهم،نادم متلهّف على ما فاته من نصرته و القتال معه يوم الجمل؛فخلوت به في شرقيّ دار