أقول:رفع أبو عمر و الجزري نسبه إلى سواءة بن عامر بن صعصعة،و قالا:
«إنّه ابن اخت سعد بن أبي وقّاص»و رويا عنه خبرين:الأوّل«قال النبيّ -صلّى اللّه عليه و آله-:المستشار مؤتمن»و الثاني عنه قال:«رأيت النبيّ -صلّى اللّه عليه و آله-في ليلة مقمرة و عليه حلّة حمراء فجعلت انظر إليه و إلى القمر،فلهو عندي أحسن من القمر!».
و هذا هو الّذي روى عن النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-كون خلفاءه اثني عشر،روى الخصال في باب اثني عشرة بتسعة عشر إسنادا عن طريقهم ذلك عنه.
و إسناده الثامن عشر،عن ابن سيرين،عنه،قال:كنت عند النبيّ -صلّى اللّه عليه و آله-فقال:«يلي هذا الأمر اثنى عشر»قال:فصرخ الناس فلم أسمع ما قال فقلت لأبي و كان أقرب إلى النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-منّي، فقلت:ما قال؟فقال:قال:«كلّهم من قريش و كلّهم لا يرى مثله».
و إسناده التاسع عشر،عن عامر بن سعد،قال كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع:أخبرني بشيء سمعته من النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله- فكتب:سمعت النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-يقول يوم جمعة-عشيّة رجم الأسلمي-:«لا يزال الدين قائما حتّى تقوم الساعة و يكون عليكم اثنى عشر خليفة كلّهم من قريش» [1].
و لم يرويا عنه هذا الخبر مع كثرة أسانيده عن طرقهم،لأنّه لا ينطبق على مذهبهم،اقتصروا على الأربعة أو أضافوا الامويّة و العباسيّة.
و لعلّ صراخ الناس الوارد في الخبر الأوّل كان من إمامهم-الثاني-فأكثر اللغط عند النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-لمّا أراد أن يوصي في مرض موته،