فرأيتني بين خيامهم و أنا أقول:أنا رسول رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-يقول لكم:إنّها أيّام أكل و شرب.و هي لغة خزاعيّة-يعني الاجتماع-و من هاهنا قرأ أبو عمرو«فشاربون شرب الهيم» [1].
قلت:و الظاهر أنّ العبّاس إنّما قال للنبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-«فما بال خالك بديل بن ورقاء؟»لأنّ امّ عبد مناف كانت من خزاعة.
برّ بن عبد اللّه أبو هند الداري
قال:جعله بعضهم اسما آخر و عدّه من الصحابة.
أقول:قد عرفت في سابقه:أنّ«أبا هند الداري»غير«بديل بن ورقاء الخزاعي»و أنّ جعل الشيخ له-في الرجال-جزء«بديل»تخليط.و يمكن أن يكون من تصحيف النسخة،بأن يكون عنوان«بديل»يتمّ عند قوله:
«الخزاعي»و يكون قوله:«أبو عبد اللّه أبو هند الداري»عنوانا آخر مصحّف «برّ بن عبد اللّه أبو هند الداري»و مثل هذا التصحيف في الكتب كثير.
و كيف كان:فعنون هذا ابن عبد البرّ هنا في باب أفراد الأسماء،فقال:
«برّ بن عبد اللّه،و يقال:برير بن عبد اللّه أبو هند الداري»و غلّط البخاري في جعله أخا تميم الداري و إنّما جدّا جدّيهما ربيعة و خزيمة كانا أخوين.و حديثه عن النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-قال عزّ و جلّ:«من لم يرض بقضائي و يصبر على بلائي فليلتمس ربّا سوائي».
و عنونه في الكنى كما مرّ في سابقه؛و فيه:قدم أبو هند و ابنا عمّه تميم و نعيم ابنا أوس على النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-و سألوه أن يقتطعهم أرضا