كما أنّ أخاه عبد اللّه الرضيع آخر قتيل،قال في الاحتجاج:قيل:لمّا بقي فريدا ليس معه إلاّ ابنه عليّ زين العابدين و ابن آخر في الرضاع اسمه عبد اللّه تقدّم عليه السّلام إلى باب الخيمة،فقال:ناولوني ذلك الطفل اودّعه،فناولوه الصبيّ فجعل يقبّله و هو يقول:يا بنيّ!ويل لهؤلاء القوم إذا كان خصمهم محمّد صلّى اللّه عليه و اله و سلم فإذا بسهم قد أقبل حتّى وقع في لبة الصبيّ،فنزل الحسين عليه السّلام عن فرسه و حفر للصبي بجفن سيفه و زمّله و دفنه،ثمّ وثب قائما و هو يقول:كفر القوم و قدما رغبوا من ثواب اللّه ربّ الثقلين...الخ [1].
و روى أبو الفرج بإسناده عن حميد،قال:دعا به الحسين عليه السّلام فأقعده في حجره،فرماه عقبة بن بشر فذبحه و عن موزع عمن شهد(إلى أن قال)فجعل يأخذ الدم من نحر لبّته فيرمي به إلى السماء فما رجع منه شيء،و يقول:اللّهمّ لا يكون أهون عليك من فصيل [2].
و قال المفيد:ثمّ جلس أمام الفسطاط فاتى بابنه عبد اللّه و هو طفل،فأجلسه في حجره فرماه رجل من بني أسد بسهم...الخ [3].
و ما اشتهر:من أخذه إلى المعركة و الاستقاء له لم يوجد في كتاب معتبر،و إنّما هو في كتاب افتري على أبي مخنف [4].
و ممدحوا ولد السجّاد عليه السّلام
زيد،و قد عقد العيون له بابا فيما جاء عن الرضا عليه السّلام فيه،و روى عن أبي عبدون قال:لمّا حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون،و كان خرج إلى البصرة و أحرق دور ولد العبّاس وهب المأمون جرمه لا لأخيه الرضا عليه السّلام و قال:يا أبا الحسن لئن خرج أخوك و فعل ما فعل لقد خرج قبله زيد بن عليّ فقتل،و لو لا مكانك منّي لقتلته فليس ما أتاه بصغير،فقال له الرضا عليه السّلام:لا تقس أخي زيدا إلى